فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٣٨٣
يتقدم بالعساكر فلما قلت له ذلك نفر في وقال السمع والطاعة كم تستعجلني ثم إني حملت الزردخانه والثقل الذي لي وركبت فبينما أنا ورفيقي الأمير صارم الدين الفخري وركن الدين أمير جندار عند الغروب وإذا بنجاب قد أقبل فقلنا له أين تركت السلطان فقال يطول الله أعماركم فيه فبهتنا وإذا بالعصائب قد لاحت وأقبل الأمراء وبيدرا في الدست فجينا وسلمنا وساق معه ركن الدين أمير جندار وقال له يا خوند هذا الذي تم كان بمشورة الأمراء قال نعم أنا قتلته بمشورتهم وحضورهم وها هم حضور وكان من جملتهم حسام الدين لا جين وبهادر رأس نوبة وقراسنقر وبدر الدين بيسري ثم إن بيدرا شرع يعدد ذنوبه وإهماله لأمور المسلمين واستهتاره بالأمراء وتوزيره لابن السلعوس ثم قال رأيتم الأمير زين الدين كتبغا فقلنا لا فقال له أمير جندار عنده علم من هذه القضية قال نعم هو أول من أشار بها فلما كان من الغد جاء كتبغا في طلب نحو من ألفين من الخاصكية وغيرهم ثم قال كتبغا لبيدرا أين السلطان ورماه بالنشاب ورموا كلهم بالنشاب وقتلوه وتفرق جمعه فلما رأينا ذلك التجأنا إلى جبل واختلطنا بالطلب الذي جاء فعرفنا بعض أصحابنا فقال لنا شدوا بالعجلة مناديلكم في أرقابكم إلى تحت الإبط يعني شعارهم قال ابن المحفدار وسألت شهاب الدين بن الأشل كيف كان قتل السلطان قال جاء إليه بعد رفع الدهليز أن بتروجة طيرا كثيرا فقال لي امش بنا حتى نسبق الخاصكية فركبنا وسرنا فرأينا طيرا كثيرا فرمى بالبندق وصرع كثيرا ثم قال أنا جيعان فهل معك شيء تطعمني فقلت ما معي سوى فروجة ورغيف في سولقي فقال هاته وناولته فأكله ثم قال امسك فرسي حتى أبول ثم نزل وجعل يريق الماء ويمازحني ثم ركب وإذا بغبار عظيم فقال سق واكشف الخبر فسقت وإذا ببيدرا والأمراء فسألتهم عن سبب مجيئهم فلم يردوا علي وساقوا إلى السلطان وقتلوه كما ذكرنا ثم إن بعد يومين طلع والى تروجة وغسلوه وكفنوه ووضعوه في تابوت وسيروا من القاهرة الأمير سعد الدين كوجبا الناصري فأحضر التابوت ودفن في تربة والدته وذلك في المحرم سنة ثلاث وتسعين وستمائة وكان من أبناء
(٣٨٣)
مفاتيح البحث: القتل (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»