* ألغيث والبحر وعززهما * بالملك الناصر داود * رحمه الله تعالى وعفا عنه وعنا وعن جميع المسلمين 150 الملك المؤيد هزبر الدين داود بن يوسف بن عمر بن رسول التركماني الملك المؤيد هزبر الدين ملك اليمن نيفا وعشرين سنة ومات في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وسبعمائة وكان قد تفنن وحفظ كفاية المتحفظ ومقدمة ابن بابشاذ وبحث التنبيه وطالع وسمع من المحب الطبري وغبره واشتملت خزانته على مائة ألف مجلد وكان محبا للخير يزور الصالحين وقدم عليه عز الدين الكولمي ومعه من المسك والحرير والصيني ما أدى عليه ثلاثمائة ألف درهم وأنشأ المؤيد قصرا بديع الحسن عديم المثال ولما مات تولي ابنه المجاهد واضطرب ملك اليمن مدة وتمكن الملك الظاهر بن المنصور وقبضوا على المجاهد ثم مات المنصور وكان دينا رحيما فثار أمراء مع المجاهد واستولى على قلعة تعز ثم قوى أمره وأباد أضداده وقال الشيخ تاج الدين عبد الباقي اليماني يمدح المؤيد وقد ركب فيلا * الله أولاك يا داود مكرمة * ورتبة ما أتاها قبل سلطان * * ركبت فيلا وظل الفيل ذا رهج * مستبشرا وهو بالسلطان فرحان * * لك الإله أذل الوحش أجمعه * هل أنت داود فيه أم سليمان * وقال يمدحه وقد بنى قصرا بظاهر زبيد * يا ناظم الشعر في نعم ونعمان * وذاكر العهد من لبنى ولبنان * * ومعمل الفكر في ليلي وليلتها * بالسفح من عقدات الضال والبان * * قصر فيا لعلو من زبيد علا * عالي المنار عظيم القدر والشأن *
(٣٩٧)