فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٣٧٥
* فعندي علم بما قد خبرت * وإن كان علم بهم ينفع * * ثلاثون ألفا حواها السجود * فليست إلى أهلها ترجع * * بنى الدار من غير ما ماله * فأصبح في بيته يرتع * * مهائر من غير مال حواه * يقاتون أرزاقهم جوع * * وأدى أخو الكاس ما عنده * وما كنت في ردها أطمع * وكان عبد الملك بن مروان يبعث به فوجه إليه ليلة رسولا وقال جئنى به على أي حالة وجدته فهجم عليه فوجده داخلا إلى بيت الخلاء فقال أجب أمير المؤمنين فقال ويحك أكلت كثيرا وشربت نبيذا حلوا وقد أخذني بطني فقال لا سبيل إلى مفارقتك ثم أخذه وأتى به إلى عبد الملك فوجده قاعدا في طارمة وعنده جارية جميلة يتخظاها وهي تسجر العود وتبخر أمير المؤمنين فجلس يحادثه ويعالج ما هو فيه من داء بطنه فعرضت له ريح فسيبها ظنا أن يسترها البخور قال حمزة فوالله لقد غلب ريحها ريح البخور والند فقال ما هذا يا حمزة قال فقلت على عهد الله والمشي إلى بيت الله والهدى إن كنت فعلتها وما فعلها إلا هذه الجارية قال فغضب وخجلت الجارية وما قدرت على الكلام ثم جاءتني أخرى فسرحتها وسطع والله ريحها فقال ما هذا ويلك أنت والله الآفة فقالت امرأتي طالق إن كنت فعلتها فقال وهذه اليمين لازمة لي إن كنت فعلتها ثم قال للجارية ويلك ما قصتك قومي إلى الخلاء إن كنت تجدين شيئا وطمعت فيها فسرحت الثالثة فسطع ريحها ما لم يكن في الحساب فغضب عبد الملك حتى كاد أن يخرج من جلده ثم قال يا حمزة خذ بيد هذه الجارية الزانية فقد وهبتها لك وامض فقد نغصت على ليلتي فأخذت بيدها وخرجت فلقيني خادم فقال ما تريد أن تصنع فقلت أمضى بها فقال والله لئن فعلت ليبغضنك بغضا لا
(٣٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 ... » »»