الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٩ - الصفحة ٦٨
* فيا مالك الأملاك صبرا وعزمة * فبالصبر يدنو من رجائك عازبه * * تنبه لها عظمى ولست بهاجع * فإن جواد الحزم ما أنت راكبه * * ومن كان في المسعى أبوه دليله * تدانت له أسبابه وسباسبه * * فرب ملم فادح جل أمره * فساءت مباديه وسرت عواقبه * * أيسلب خير الناس حيا وميتا * وينجو سليما من سيوفك سالبه * * وكيف تقر الهام في سكناتها * وهذا سنام المجد قد جب غاربه * * ثوى بين أكتاف الشام وأصبحت * مشارقه مهجورة ومغاربه * * لقد قر زلزال الفرنجة بعده * ونامت عيون كن قبل تراقبه * * وقد كانت الأرض البسيطة داره * وأملاكها عيدانه ومقانبه * * كأن لم يحل جنح الدجى بعجاجه * ولم يحل يوما كاسف اللون شاحبه * * ولم تشك عين الشمس من هبواته * وقد خفقت راياته ومناكبه * * ولا جر في أرجائها ذيل جيشه * ومن فوق تيجان الملوك مساحبه * * لدان له من كل مصر شريفه * وذل به من كل حي مصاعبه * * وهام إلى أعلامه كل معقل * كما هام وجدا بالمحب حبائبه * * ولو لم يشب للهول صفح حسامه * لما غازل الأجفان والدم خاضبه * * هو البحر حدث عنه غير مكذب * فما تنقضي آياته وعجائبه * * ولم يك في أوصافه ما يعيبه * سوى أنه خلق إذا جد عائبه * * فدام لهذا الملك منك عزيزه * فغير أبيك الناصر الملك غائبه * * فليس الورى إلا مطيعا تثيبه * بحسن بلاء أو عصيا تواثبه * * وعهدك هامات الأعادي طروسه * وناقطة الخطي والسيف كاتبه * 62 - البغدادي يوسف بن أبي بكر بن أبي الحسن الأدمي البغدادي من أهل السمعية قال ابن النجار ذكر لنا أنه سمع من أبي الوقت الصوفي وأنه كان يحفظ من كتاب الإفصاح في شرح الأحاديث الصحاح لابن هبيرة شيئا ويقرؤه على ابن هبيرة وقرأ علينا شيئا من ذلك من حفظه وهو في عشر المائة بلسان ذلق وذهن حاضر مولده سنة أربع وخمس مائة وتوفي في رجب سنة تسع وثلاثين وست مائة
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»