الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٩ - الصفحة ٦٦
* ألهى مديحك شعري عن تغزله * فجاء مقتضبا في إثر مقتضب * * فلم أقل فيه لا إن الصبابة لي * يوم الرحيل ولا إن المليحة بي * ورثاه لما مات رحمه ا لله جماعة منهم ابن الساعاتي كتبها للملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يقول له (من الطويل) * لئن كان ليل الحزن عمت غياهبه * فقد ناب عن بدر التمام كواكبه * * وإن كان ليث الغاب أخلى عرينه * وغاب فهذا شبله وكتائبه * * له لبد ماذيه ورماحه * وبيض ظباه غابه ومخالبه * * وإن فارق الغمد المحلى حسامه * فهذا حسام لا تفل مضاربه * * وإن أفقر الفسطاط منه فإنه * منازله مأهولة وملاعبه * * أقام عماد الدين رفع بنائه * فما ضل مسعاه ولا ذل جانبه * * يرد العيون الشوس عنه كليلة * من الحق نور ليس يعدوه لازبه * * كأن شعاع الشمس يلقاك دونه * ولم تر ملكا حاجب الشمس حاجبه * * ولا بد من شكوى إلى الدهر محضة * وإن خاب من يشكوه أو من يعاتبه * * هوى جبل الدين الحنيف وزعزعت * بريح المنايا العاصفات مناكبه * * وأغمد سيف الله من كل مارق * وسيمت وكانت محرمات قواضبه * * وما ابتسم البرق السماوي بعده * ولكنه خلت عليه ذوائبه * * وما كان عقد المزن إلا منظما * ولكن لنار اللوعة انهل ذائبه * * وما اهتز عطف الدهر إلا كآبة * غداة ثوى عنه أخوه وصاحبه * * لمن تلبس الأطواق ورق خواطب * وقد طويت عن كل أرض سحائبه * * حدتني المنايا أن أقوم أمامه * يخاطبني إحسانه وأخاطبه * * لو أن جهادا مفصحا عن شجونه * شجاك من البيت المقدس نادبه * * لقد أظلمت أبراجه بعد شمسه * نعم وانحنت حزنا عليه محاربه * * عجبت لناعيه تخب جياده * وتنجو على طي الموامي ركائبه * * وينطق في النادي فصيحا لسانه * وقد رجعت عنه خلاء حقائبه * * وما زلت للإشفاق إذ أستعيده * أغالطه عن قوله وأجاذبه * * وأستفسر الألفاظ وهي تسوؤني * رجاء حديث يخلف الظن كاذبه *
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»