وترد على حمانا الرحب فتجود بوافر إحسانها على أهل التهائم والنجود ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة ترغم من الكفار معاطسهم وتجذ بحدها منابت بهتانهم ومغارسهم وتحسم بحسامها أبطال باطلهم وفوراسهم وتهدم بإقامة منار الإسلام معابد ضلالهم وكنائسهم ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أعرض عن متاع الدنيا ورغب فيما أعده الله له في الآخرة من المقام المحمود والدرجة العليا وشغل لسانه بذكر الله تعالى في اليقظة وقلبه في الرؤيا وقام في نصرة الحق يسعى فشكر الله له مقاما وسعيا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصبحه الذين سلكوا بهداه خير سبيل وفازوا لما اتبعوه بالفخر المعظم والمجد الأثيل ونصروا الدين الحنيف بطعن الأسمر المثقف وضرب الأبيض الصقيل وعز جود مثلهم لما ضرب مثلهم في التوراة والإنجيل صلاة لا يبلغ العدد أمدها ولا ينفذ الزمن مددها ما تبسم ثغر صباح عن لعس ظلام وتنسم روض أرض عن نفس شيح أو ريح خزام وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين وبعد فإن المناصب تعلو بمن يلي أمرها وتشرف على غيرها بمن يعظم الناس لأجله قدرها وتفوق بمن يطلع في ليالي التمام والكمال بدرها وتكبر بمن إذا تحدث فيها أجرى بالأموال والأمواه بحرها وتفخر بمن إذا تولى نظرها جمع نفعها ومنع ضرها ونظر الجوالي من الوظائف التي في المناصب الدينية عدادها وإلى القرب السنية معاجها ومعادها وإلى الشرع الشريف ميلها واستنادها وبسيفنا الذي تجرده مهابتنا انتصارها واعتضادها لأنه استخراج مال قد تقرر شرعا وأخصب في الحل مرعى ودر بالبركات ضرعا واتسع به الإسلام صدرا لما ضاق بالكفر ذرعا وقرت به عيون الدين وكيف لا تقر إذا أخذت العيون من عدوها وهو لا يستطيع منعا لا يدخل الحول على ذمي إلا جاء إليه من يطلب الجالية وأحاط به الذل الذي يقول معه * (ما أغنى عني ماليه) * الحاقة 69 / 28 وتجددت له حالة حالكة وحال الإسلام حاليه على أن أهل الذمة في الذلة مائقون وتمام مصيبتهم أنهم يعطون * (الجزية عن يد وهم صاغرون) * التوبة 29 وكان المجلس العالي القضائي الضيائي أبو المحاسن يوسف ممن جمل الدولة وأسعفته الأيام بمراده حتى كأنها له من جملة الخول وفخر زمانه بوجود مثله وشهد حتى حساده بوفور فضله وأجرى الله تعالى نهر ذريته فكان غير آسن وبهر حسن أوصافه حتى صدق من قال إن يوسف أبو المحاسن ورفع الله خبره فانتصب تمييزا ومضت له مدة في الشام والسعد يقول هذا في مصر يكون عزيزا وخطب إلى الديار المصرية المحروسة فوردها وحل بها فحل الأمور تصرفا وعقدها وولي المناصب العلية وباشر الوظائف السنية أحسن نظره في الأوقاف وأجرى أمورها على أجمل الأوصاف ونظر في أموال الأيتام فنمى حاصلهم وربى وأجمل المعاملة لهم فما انتهى لهم سبب حتى أتبع سببا
(٧١)