64 - صاحب مراكش يوسف بن تاشفين بالتاء ثالثة الحروف وألف ثم شين معجمة وفاء وياء آخر الحروف ونون السلطان أبو يعقوب اللمتوني المغربي البربري الملقب بأمير المسلمين وبأمير الملثمين وبأمير المرابطين والأول هو الذي استقر كان أحد ملوك البلاد دانت بطاعته العباد واتسعت ممالكه وطال عمره وقل أن عمر أحد من ملوك المسلمين والإسلام كما عمر وهو الذي بنى مدينة مراكش وهو الذي أخذ الأندلس من المعتمد بن عباد وواقعته معه مشهورة وهو أول من تسمى بأمير المسلمين وكان يحب العفو والصفح وفيه عدل وخير وكان معتدل القامة نحيفا خفيف العارضين دقيق الصوت حازما سائسا يخطب لبني العباس كان بر المغاربة الجنوبي لقبيلة تسمى زناتة برابر فخرج عليهم من جنوب المغرب من البلاد المتاخمة لبلاد السودان الملثمون يقدمهم أبو بكر بن عمر منهم وكان رجلا ساذجا خير الطباع موثرا لبلاده على بلاد المغرب غير ميال إلى الرفاهية وكان ولاة المغرب من زناتة ضعفاء لم يقاوموا الملثمين فأخذوا البلاد من أيديهم من باب تلمسان إلى ساحل البحر المحيط فلما حصلت البلاد لأبي بكر بن عمر المذكور سمع أن عجوزا في بلاده ذهبت لها ناقة في غارة فبكت وقالت لقد ضيعنا أبو بكر بن عمر بدخوله إلى بلاد المغرب ف حمله ذلك على أن استخلف يوسف بن تاشفين هذا ورجع إلى بلاده الجنوبية فاستمر هناك وساس الناس سياسة حسنة واختط مراكش في سنة خمس وستين وأربع مائة وكان موضعها مكمنا للصوص ومراكش بلغة المصامدة امش مسرعا أو خوفا من اللصوص وكان ملكا لعجوز مصمودية ولما تمهدت له البلاد تاق إلى العبور إلى جزيرة الأندلس وكانت محصنة بالبحر فأنشأ الشواني والمراكب والمقاتلة فلما علم ملوك الأندلس بذلك استعدوا له وكرهوا إلمامه بجزيرتهم لكنهم كرهوا أن يصبحوا بين عدوين الفرنج من شماليهم والملثمون من جنوبيهم وكانت الفرنج تشد الوطأة عليهم وأهل الأندلس ترهبهم بإظهار موالاة يوسف بن تاشفين وكان له اسم كبير لنقله دولة زناتة وملك المغرب إليه في أسرع وقت وكان قد
(٧٣)