ودخلت مريم إلى بيت زكرياء، وسألت عن سلامة اليسبع، فلما سمعت امرأة زكرياء كلام مريم ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت من روح القدس، قالت لمريم: مباركة أنت في النساء! بحق إنه لما وقع صوت سلامك في مسمعي، بفرح عظيم ارتكض الجنين في بطني.
وولدت اليسبع امرأة زكرياء ابنا، وختنوه يوم الثامن، وسموه يوحنا، ومن ساعته انفتح فوه، وتكلم وبرك الله تعالى، وامتلأ زكرياء من روح القدس، وقال: تبارك الرب إله إسرائيل، الذي أبلى شعبه، وأطلقهم بالخلاص، وأقام لنا قرن الخلاص من آل داود، كالذي تكلم على ألسنة أنبيائه الطاهرين.
ولما كملت لمريم أيامها صعد بها يوسف إلى جبل الجليل، فولدت ابنها البكر، فلفته في الخرق، وأضجعته في الأري من أجل أنه لم يكن لها مكان حيث كانا نازلين.. (1) فأتاهم ملك الرب، ومجد الله أشرق عليهم، فخافوه خوفا شديدا، وقال لهم ملك الرب: لا تخافوا، ولا تحزنوا! بحق إني أبشركم بفرح عظيم يعم العالم.
ثم نسب المسيح من يوسف إلى آدم، وإنه لما تمت له ثمانية أيام أتوا به ليختنوه كسنة موسى، وسموه ايسوع، وختنوه، وأتوا به إلى الهيكل، وأتوا بذبيحة زوج يمام وفرخي حمام ليقرب عنه، وكان هناك رجل يقال له شمعان من الأنبياء، فلما دنوا من المذبح ليقربوا عنه احتمله شمعان، وقال:
قد أبصرت عيناي حنانك، يا رب، فمن الآن فتوفني.
وكان أهله يصعدونه في كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح، وكان يخدم العظماء، ويعجبون به لما يرون من حكمته.
وإن المسيح لما كملت له ثلاثون سنة دخل إلى الهيكل يوم السبت، وقام ليقرأ كعادته، وأعطي سفر أشعيا النبي، ففتح السفر، فوجد فيه مكتوبا:
روح الرب علي من أجل ذلك اصطفاني، ومسحني لأبشر المساكين، وأرسلني .