وجاؤوه بقطعة سمك، فأكل، وقال لهم: ان أنتم صدقتم بي، وفعلتم فعلي، يحق ألا تضعوا أيديكم على مريض إلا برئ، ولا يضره الموت. ثم ارتفع عنهم، وكان له ثلاث وثلاثون سنة.
هذا ما يقول أصحاب الإنجيل وهم يختلفون في كل المعاني. قال الله، عز وجل، ما قتلوه، وما صلبوه، ولكن شبه لهم، وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن، وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه.
ولما رفع عيسى المسيح اجتمع الحواريون إلى أورشليم، في جبل طور الزيتون، وصاروا إلى علية كان فيها بطرس، ويعقوب، ويوحنا، واندراوس، وفيلبس، وتوما، وبرتلموس، ومتاوس، ويعقوب... (1) فقام شمعان على الحجر، فقال: يا معشر الاخوة! قد كان ينبغي أن يتم الكتاب الذي سبق فيه روح القدس، وأرادوا أن يجعلوا رجلا يتم به الاثنا عشر، فقدموا متى وبرسبا، وقالوا: اللهم أظهر لنا من نختاره! فوقع على متى، فأصابتهم ريح شديدة، امتلأت الغرفة التي كانوا فيها، ورأوا مثل لسان النار، فتكلموا بألسن شتى، ثم قالوا لبطرس: ماذا تصنع؟ فقال لهم بطرس: قوموا واعمدوا كل انسان منكم باسم المسيح، وتنحوا عن هذه القبيلة المعوجة.
وأقام بطرس ويوحنا كلما دخلا الكنيسة ذكرا أمر المسيح، ووصفا فعله، ودعوا الناس إلى عبادته، فأنكر ذلك عليهم اليهود، وأخذوهم، فحبسوهم، ثم أطلقوهم، وقالوا: نختار سبعة رجال يقدسون الله، ويذكرون حكمته ومسيحه، فاختاروا اصطفانس، وفيلبس، وابر حورس، ونيقانور، وطيمون، وبرمنا، ونيقولاوس الأنطاكي، وأقاموهم، فصلوا عليهم، وقدسوهم، فجعلوا يصفون أمر المسيح، ويدعون الناس إلى دينهم.
وكان بولس أشد الناس عليهم، وأعظمهم ايذاء لهم، وكان يقتل من .