وبغير أمثال.
وكان أول ما تكلم به من الإنجيل، على ما في إنجيل متى: طوبى للمساكين القانعة قلوبهم بما عند ربهم، بحق إن لهم ملكوت السماء، طوبى للجياع العطاش في طاعة الله، طوبى للصادقين في قولهم، التاركين للكذب، الذين هم ملح الأرض ونور العالم. لا تقتلوا، ولا تسخطوا أحدا، وأرضوا من سخط عليكم، وصالحوا خصمكم، ولا تزنوا، ولا تنظروا إلى غير نسائكم، فإن كانت عينكم اليمنى تدعوكم إلى الخيانة، فاقلعوها حتى تنجوا بأبدانكم، ولا تطلقوا نساءكم من غير زنية (1)، ولا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين، ولا بسمائه، ولا بأرضه، ولا تقاوموا الشر، ولكن من لطمك على عارضك الأيمن، فأقبل إليه بعارضك الأيسر، ومن أراد أن ينزع قميصك، فأعطه أيضا رداءك، ومن سخرك ميلا، فانطلق معه ميلين، ومن سألك فأعطه، ومن استقرضك فأقرضه ولا تحرمه.
قد سمعتم أنه قد قيل: أحبب قريبك وابغض عدوك! أما أنا فإني أقول لكم: أحبوا أعداءكم وصلوا من قطعكم، وافعلوا الخير إلى من بغضكم. إن كنتم تحبون الذين يحبونكم فأي أجر لكم؟ لا تظهروا صدقاتكم بين أيدي البشر، لاتعلم شمائلكم بما عملت أيمانكم، لاتراؤوا الناس بصلاتكم، وإذا صليتم فأدخلوا بيوتكم، وأغلقوا أبوابكم، ولا يسمعكم أحد، وإذا صليتم فقولوا:
أبانا الذي في السماوات يقدس اسمك، ويأتي ملكوتك، تكون مشيئتك كما في السماء وعلى الأرض، خبزنا كفافنا أعطنا اليوم، واترك لنا الذي علينا كمثل ما نترك نحن لغرمائنا، ولا تدخلنا في تجربة يا رب! ولكن نجنا من الشرير.
ولا تظهروا صيامكم للبشر، إذا صمتم لله ربكم، ولا تغيروا وجوهكم ليراكم الناس، فإن ربكم يعلم بحالكم.
لا تدخروا الذخائر حيث السوس والأرضة الاكلة يفسدن، وحيث اللصوص .