قيس، فأقام زمانا، وكان يد من مع ندامى له، فأشرف يوما، فإذا براكب مقبل، فسأله: من أين أقبلت؟ قال: من نجد! فسقاه مما كان يشرب، فلما أخذت منه الخمرة رفع عقيرته، وقال:
سقينا امرأ القيس بن حجر بن حارث * كؤوس الشجا حتى تعود بالقهر وألهاه شرب ناعم وقراقر، * وأعياه ثأر كان يطلب في حجر وذاك لعمري كان أسهل مشرعا * عليه من البيض الصوارم والسمر ففزع امرؤ القيس لذلك، ثم قال: يا أخا أهل الحجاز! من قائل هذا الشعر؟ قال: عبيد بن الأبرص. قال: صدقت! ثم ركب، واستنجد قومه، فأمدوه بخمسمائة من مذحج، فخرج إلى أرض معد، فأوقع بقبائل من معد، وقتل الأشقر بن عمرو، وهو سيد بني أسد، وشرب في قحف رأسه، وقال امرؤ القيس في شعر له:
قولا لدودان: عبيد العصا، * ما غركم بالأسد الباسل يا أيها السائل عن شأننا، * ليس الذي يعلم كالجاهل حلت لي الخمر، وكنت أمرا * عن شربها في شغل شاغل وطلب قبائل معد امرأ القيس، وذهب من كان معه، وبلغه ان المنذر ملك الحيرة قد نذر دمه، فأراد الرجوع إلى اليمن، فخاف حضرموت، وطلبته بنو أسد وقبائل معد، فلما علم أنه لا قوة به على طلب المنذر واجتماع قبائل معد على طلبه، ولم يمكنه الرجوع، سار إلى سعد بن الضباب الأيادي، وكان عاملا لكسرى على بعض كور العراق، فاستتر عنده حينا، حتى مات سعد ابن الضباب، فلما مات سعد خرج امرؤ القيس إلى جبلي طي، فلقي طريف ابن.... (1) الطائي، فسأله أن يجيره، فقال: والله ما لي من الجبلين إلا .