أصحابه، فقطعوا من شجر الزيتون وقال: ليحمل كل واحد منكم غصنا عظيما من الزيتون خلفه! فحمل كل رجل غصنا عظيما، فلما نظرت قالت:
أرى شجرا تمشي! قالوا: وهل تمشي الشجر؟ قالت: نعم ورب كل حجر ومدر، وانها لخلف رجال حمير! فكذبوها، وصبحهم حسان، فقتلهم.
ومله قومه، وثقلت عليهم وطأته، فواطأوا أخاه عمرو بن تبع على قتله خلا ذا رعين، فإنه نهى عن ذلك، فقتله، وكان ملكه خمسا وعشرين سنة.
ثم ملك عمرو بن تبع بعد أن قتل أخاه، فذهب عنه النوم، وتنغص عيشه، فقتل كل من أشار بقتل أخيه، حتى بلغ إلى ذي رعين، فقال: قد أشرت عليك أن لا تفعل، فكتبت بيتي شعر هما عندك. وكان قد دفع إليه رقعة فيها:
ألا من يشتري سهرا بنوم، * سعيد من يبيت قرير عين فإما حمير غدرت وخانت، * فمعذرة الاله لذي رعين وكان ملك عمرو أربعا وستين سنة.
ثم ملك تبع بن حسان بن بحيلة (1) بن ملكيكرب بن تبع الأقرن، وهو أسعد أبو كرب، وهو الذي سار من اليمن إلى يثرب، وكان الفطيون قد تملك على الأوس والخزرج، فسامهم سوء العذاب، فخرج مالك بن العجلان الخزرجي، فشكا ذلك إلى تبع، فأعلمه غلبة قريظة والنضير عليهم، فسار تبع إليهم، فقتل قوما من اليهود، وكان تبع خلف ابنا له بين أظهرهم، فقتلوه، فزحف إليهم، وحاربهم.
وكان رئيس الأنصار عمرو بن طلحة الخزرجي من بني النجار، وكانوا يحاربونه بالنهار، ويقرونه بالليل، فيقول: ان قومنا لكرام. وجمع عظماء .