يقال له بقارس (1) يداريه خاقان، فرآه بهرام، فقال لخاقان: كيف اجترأ هذا عليك هذه الجرأة؟ فسمع أخو خاقان الكلام، فتوعده، فقال بهرام:
متى شئت فأبرز، فدفع خاقان ملك الترك إلى أخيه نشابة وإلى بهرام نشابة، ثم أخرجهما إلى الصحراء، فرمى أخو خاقان بهرام، فأصابه، فشك سلاحه، ورماه بهرام، فقلته، فسر خاقان بقتل أخيه لمعاندته له، ولما كان يخافه منه.
وكان كسرى يرهب مكان بهرام شوبين مع خاقان، ولا يأمن أن يجري عليه شرا، فوجه برجل من وجوه الفرس يقال له بهرام جرابزين، وكان كبيرا في الفرس، ووجه معه إلى خاقان بهدايا ويسأله أن يبعث إليه بهرام شوبين، وأمر جرابزين أن يتلطف في أمره، فقدم على خاقان بالهدايا، وذكر له أمر بهرام، فلم يجد عنده الذي يحب، فتلطف بخاتون امرأة خاقان، وأهدى لها جوهرا ومتاعا، وسألها في أمر بهرام، فوجهت برجل من أصحابها له إقدام وجرأة قلب، وقالت له: ادخل إلى بهرام شوبين فاقتله! فانطلق حتى استأذن عليه، وكان نوم بهرام، فلم يأذن له، فقال: ان الملك خاقان وجهني في أمر مهم، فأذن له، فلما دخل عليه قال: إن الملك حملني رسالة أخبرك بها سرا من غير حضور أحد. فقام من مجلسه، ودنا منه كأنه يساره، ووجأه بخنجر معه تحت إبطه، وخرج التركي مسرعا، فركب دابته.
ودخل أصحاب بهرام، فرأوه بتلك الحال، فقالوا: أيها الليث الضرغام!
من أقصدك؟ وأيها الجبل المنيف! من هدك؟ فقص عليهم القصة، وكتب إلى خاقان يعلمه انه لا وفاء له، ولا شكر، ومات بهرام، فحمل إلى الناووس، ولما علم جرابزين بموته ارتحل إلى كسرى، فأخبره، فسر به، وأظهره في مملكته، وكتب به إلى آفاقه.
ولما مات بهرام بعث ملك الترك إلى كردية امرأة بهرام وأصحابه يخبرهم بغمه، وانه قد قتل كل من شرك في قتله، ووجه بأخيه نطرا إليهم، وكتب .