فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٣٦٠
744 - وحدثني عمر بن بكير أن المنصور رحمه الله وجه أبا الأسد مولى أمير المؤمنين فعسكر بينه وبين عسكر عيسى بن موسى حين كان يحارب إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. وهو حفر النهر المعروف بأبي أسد عند البطيحة.
وقال غيره: أقام على فم النهر لان السفن لم تدخله لضيقه عنها، فوسعه ونسب إليه.
قال أبو مسعود: وقد انبثقت في أيام الدولة المباركة بثوق زادت في البطائح سعة. وحدثت أيضا من الفرات آجام استخرج بعضها.
745 - وحدثني أبو مسعود عن عوانة قال: انبثقت البثوق أيام الحجاج.
فكتب الحجاج إلى الوليد بن عبد الملك يعلمه أنه قدر لسدها ثلاثة آلاف ألف درهم. فاستكثرها الوليد، فقال له مسلمة بن عبد الملك: أنا أنفق عليها على أن تقطعني الأرضين المنخفضة التي يبقى فيها الماء بعد إنفاق ثلاثة آلاف ألف درهم، يتولى إنفاقها ثقتك ونصيحك الحجاج. فأجابه إلى ذلك. فحصلت له أرضون من طساسيج متصلة. فحفر السيبين، وتألف الأكرة والمزارعين، وعمر تلك الأرضين، وألجأ الناس إليها ضياعا كثيرة للتعزز به. فلما جاءت الدولة المباركة وقبضت أموال بنى أمية أقطع جميع السيبين داود بن علي ابن عبد الله بن العباس، ثم ابتيع ذلك من ورثته بحقوقه وحدوده، فصار من ضياع الخلافة.
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»
الفهرست