فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٣٥٩
ثم كان حسان النبطي - مولى بنى ضبة وصاحب حوض حسان بالبصرة، والذي تنسب إليه منارة حسان بالبطائح - فاستخرج للحجاج أيام الوليد، ولهشام بن عبد الملك أرضين من أراضي البطيحة.
742 - قالوا وكان بكسكر قبل حدوث البطائح نهر يقال له الجنب.
وكان طريق البريد إلى ميسان ودستميسان وإلى الأهواز في شقه القبلي. فلما تبطحت البطائح سمى ما استأجم من شق طريق البريد آجام البريد. وسمى الشق الآخر آجام أغمر بثي. ومعنى ذلك الآجام الكبرى. والنهر اليوم يظهر في الأرضين الجامدة التي استخرجت حديثا.
743 - وحدثني أبو مسعود الكوفي، عن أشياخه قالوا: حدثت البطائح بعد مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم، وملك الفرس أبرويز. وذلك أنه انبثقت بثوق عظام عجز كسرى عن سدها وفاضت الأنهار حتى حدثت البطائح. ثم كان مد في أيام محاربة المسلمين الأعاجم وبثوق لم يعن أحد بسدها، فاتسعت البطيحة لذلك وعظمت.
وقد كان بنو أمية استخرجوا بعض أرضيها، فلما كان زمن الحجاج، غرق ذلك لان بثوقا انفجرت فلم يعان الحجاج سدها مضارة للدهاقين، لأنه كان اتهمهم بممالاة ابن الأشعث حين خرج عليه.
واستخرج حسان النبطي لهشام أرضين من أرضى البطيحة أيضا.
وكان أبو الأسد - الذي نسب إليه نهر أبى الأسد - قائدا من قواد المنصور أمير المؤمنين ممن كان وجه (ص 293) إلى البصرة أيام مقام عبد الله ابن علي بها، وهو الذي أدخل عبد الله بن علي الكوفة.
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»
الفهرست