فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٣٥٢
فبنى مدينته، ومصر بغداد وسماها مدينة السلام، وأصلح سورها القديم الذي يبتدئ من دجلة وينتهي إلى الصراط.
وبالهاشمية حبس المنصور عبد الله بن حسن ابن حسن بن علي بن أبي طالب بسبب ابنيه محمد وإبراهيم، وبها قبره.
وبنى المنصور بالكوفة الرصافة، وأمر أبا الخصيب مرزوقا مولاه فبنى له القصر المعروف بأبي الخصيب على أساس قديم. ويقال إن أبا الخصيب بناه لنفسه، فكان المنصور يزوره فيه.
وأما الخورنق فكان قديما فارسيا بناه النعمان بن امرئ القيس - وهو ابن الشقيقة بنت أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان - لبهرام جور بن يزدجرد ابن بهرام بن سابور ذي الأكتاف. وكان بهرام جور في حجره. والنعمان هذا الذي ترك ملكه وساح، فذكره عدى بن زيد العبادي في شعره.
فلما ظهرت الدولة المباركة أقطع الخورنق إبراهيم بن سلمة أحد الدعاة بخراسان، (ص 287) وهو جد عبد الرحمن بن إسحاق القاضي، كان بمدينة السلام في خلافة المأمون والمعتصم بالله رحمهما الله، وكان مولى للرباب (؟). وإبراهيم أحدث قبة الخورنق في خلافة أبى العباس، ولم تكن قبل ذلك.
728 - وحدثني أبو مسعود الكوفي قال: حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي، عن مشايخ من أهل الكوفة أن المسلمين لما فتحوا المدائن أصابوا بها فيلا، وقد كانوا قتلوا ما لقيهم قبل ذلك من الفيلة. فكتبوا فيه إلى عمر.
فكتب إليهم أن بيعوه إن وجدتم له مباعا. فاشتراه رجل من أهل الحيرة، فكان عنده يريه الناس ويجلله ويطوف به في القرى، فمكث عنده حينا.
ثم إن أم أيوب بنت عمارة بن عقبة بن أبي معيط، امرأة المغيرة بن شعبة - وهي التي خلف عليها زياد بعده - أحبت النظر إليه، وهي تنزل دار أبيها.
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»
الفهرست