فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٣٣٩
لا يصلحها إلا ما يصلح الإبل، فارتد لهم موضعا عدنا، ولا تجعل بيني وبينهم بحرا.
وولى الاختطاط للناس أبا الهياج الأسدي عمرو بن مالك بن جنادة.
ثم إن عبد المسيح بن بقيلة أتى سعدا وقال له: أدلك على أرض انحدرت عن الفلاة وارتفعت عن المباق. فدله على موضع الكوفة اليوم. وكان يقال لها سورستان. فلما انتهى إلى موضع مسجدها أمر رجلا فغلا بسهم قبل مهب القبلة فأعلم على موقعه، ثم غلا بسهم آخر قبل مهب الشمال وأعلم على موقعه، ثم غلا بسهم قبل مهب الجنوب وأعلم على موقعه، ثم غلا بسهم قبل مهب الصبا فأعلم على موقعه. ثم وضع مسجدها ودار امارتها في مقام الغالي وما حوله، وأسهم لنزار وأهل اليمن بسهمين على أنه من خرج بسهمه أولا فله الجانب الأيسر، وهو خيرهما. فخرج سهم أهل اليمن فصارت خططهم في الجانب الشرقي، وصارت خطط نزار في الجانب الغربي من وراء تلك العلامات. وترك ما دونها فناء للمسجد ودار الامارة.
ثم إن المغيرة بن شعبة وسعه، وبناه زياد فأحكمه، وبنى دار الامارة.
وكان زياد يقول: أنفقت على كل أسطوانة من أساطين مسجد الكوفة ثماني عشرة مئة. وبنى فيها عمرو بن حريث المخزومي بناء. وكان زياد يستخلفه على الكوفة إذا شخص إلى البصرة. ثم بنى العمال فيها فضيقوا رحابها وأفنيتها.
قال: وصاحب زقاق عمرو بالكوفة بنو عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة.
700 - وحدثني وهب بن بقية الواسطي قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن داود ابن أبي هند، عن الشعبي قال: كنا - يعنى أهل اليمن - اثنى عشر ألفا. وكانت نزار
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»
الفهرست