فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٣٤٢
سألتمونا عنه فإنه كان لا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية. قال: فقال سعد:
اللهم إن كان كاذبا فأطل عمره وأدم فقره واعم بصره وعرضه للفتن. قال عبد الملك: فأنا رأيته بعد يتعرض للإماء في السكك، فإذا قيل له: كيف أنت يا أبا سعدة؟ قال: كبير مفتون أصابتني دعوة سعد.
قال العباس النرسي في غير هذا الحديث: إن سعدا قال لأهل الكوفة:
اللهم لا ترض عنهم أميرا ولا ترضهم بأمير.
706 - وحدثني العباس النرسي قال: بلغني أن المختار بن أبي عبيد أو غيره قال: حب أهل الكوفة شرف وبغضهم تلف.
707 - وحدثني الحسن بن عثمان الزيادي قال: حدثنا إسماعيل بن مجالد، عن أبيه، عن الشعبي أن (ص 278) عمرو بن معدى كرب الزبيدي وفد على عمر بن الخطاب بعد فتح القادسية، فسأله عن سعد وعن رضاء الناس عنه فقال:
تركته يجمع لهم جمع الذرة، ويشفق عليهم شفقة الام البرة. أعرابي في نمرته، نبطي في جبايته. يقسم بالسوية، ويعدل في القضية، وينفذ بالسرية. فقال عمر: كأنكما تقارضتما الثناء - وقد كان سعد كتب يثنى على عمرو - قال:
كلا يا أمير المؤمنين! ولكني أنبيت بما أعلم. قال: يا عمرو! أخبرني عن الحرب. قال: مرة المذاق، إذا قامت على ساق. من صبر فيها عرف، ومن ضعف عنها تلف. قال: فأخبرني عن السلاح، قال: سل يا أمير المؤمنين عما شئت منه. قال: الرمح. قال: أخوك وربما خانك. قال: فالسهام. قال:
رسل المنايا تخطى وتصيب. قال: فالترس. قال ذاك المجن عليه تدور الدوائر. قال: فالدرع. قال مشغلة للفارس متعبة للراجل، وإنها لحصن حصين
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»
الفهرست