فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٤٦٥
فكان المهاجر بن زياد الحارثي أخو الربيع بن زياد بن الديان في الجيش.
فأراد أن يشري نفسه، وكان صائما، فقال الربيع لأبي موسى: إن المهاجر عزم على أن يشري نفسه وهو صائم. فقال أبو موسى: عزمت على كل صائم أن يفطر أو لا يخرج إلى القتال. فشرب المهاجر شربة ماء وقال: قد أبررت عزمة أميري! والله ما شربتها من عطش. ثم راح السلاج فقاتل حتى استشهد، وأخذ أهل مناذر رأسه ونصبوه على قصرهم بين شرفتين.
وله يقول القائل:
وفى مناذر لما جاش جمعهم * راح المهاجر في حل بأجمال والبيت بيت بنى الديان نعرفه * في آل مذحج مثل الجوهر الغالي واستخلف أبو موسى الأشعري الربيع بن زياد على مناذر وسار إلى السوس، (ص 377) ففتح الربيع مناذر عنوة، فقتل المقاتلة وسبى الذرية وصارت مناذر الكبرى والصغرى في أيدي المسلمين، فولاهما أبو موسى عاصم بن قيس بن الصلت السلمي. وولى سوق الأهواز سمرة بن جندب الفزاري حليف الأنصار.
وقال قوم: إن عمر كتب إلى أبى موسى وهو محاصر مناذر يأمره أن يخلف عليها ويسير إلى السوس، فخلف الربيع بن زياد.
939 - حدثني سعدويه قال: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن المهلب بن أبي صفرة قال: حاصرنا مناذر فأصبنا سبيا فكتب عمر:
إن مناذر كقرية من قرى السواد فردوا عليهم ما أصبتم.
940 - قالوا: وسار أبو موسى إلى السوس فقاتل أهلها، ثم حاصرهم
(٤٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 ... » »»
الفهرست