فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٤٥٦
919 - وحدثني روح بن عبد المؤمن، عن عمه أبى هشام، عن أبيه قال: وفد أهل البصرة على ابن عمر بن عبد العزيز بواسط. فسألوه حفر نهر لهم، فحفر لهم نهر ابن عمر. وكان الماء الذي يأتي نزرا قليلا. وكان عظم ماء البطيحة يذهب في (ص 370) نهر الدير. فكان الناس يستعذبون من الأبلة، حتى قدم سليمان بن علي البصرة واتخذ المغيثة وعمل مسنياتها على البطيحة.
فحجز الماء عن نهر الدير وصرفه إلى نهر ابن عمر. وأنفق على المغيثة ألف ألف درهم.
فقال: شكا أهل البصرة إلى سليمان ملوحة الماء وكثرة ما يأتيهم من ماء البحر. فسكر القندل فعذب ماؤهم.
قال: واشترى سليمان بن علي موضع السجن من ماله في دار ابن زياد، فجعله سجنا، وحفر الحوض الذي في الدهناء، وهي رحبة بنى هاشم.
920 - وحدثني بعض أهل العلم بضياع البصرة قال: كان أهل الشعيبية من الفرات جعلوها لعلي بن أمير المؤمنين الرشيد في خلافه الرشيد، على أن يكونوا مزارعين له فيها، ويخفف مقاسمتهم. فتكلم فيها فجعلت عشرية من الصدقة، وقاسم أهلها على ما رضوا به، وقام له بأمرها شعيب بن زياد الواسطي الذي لبعض ولده دار بواسط على دجلة، فنسبت إليه.
921 - وحدثني عدة من البصريين منهم روح بن عبد المؤمن قالوا:
لما اتخذ سليمان بن علي المغيثة أحب المنصور أن يستخرج ضيعة من البطيحة، فأمر باتخاذ السبيطية. فكره سليمان بن علي وأهل البصرة ذلك، واجتمع أهل البصرة إلى باب عبد الله بن علي، وهو يومئذ عند أخيه سليمان هاربا من
(٤٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 ... » »»
الفهرست