فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٤٣٤
877 - وقال القحذمي وغيره: كان أول حمام اتخذ بالبصرة حمام عبد الله بن عثمان بن أبي العاصي الثقفي، وهو موضع بستان سفيان بن معاوية الذي بالخريبة، وعند قصر عيسى بن جعفر. ثم الثاني حمام فيل مولى زياد. ثم الثالث حمام مسلم بن أبي بكرة في بلالاباذ. وهو الذي صار لعمرو بن مسلم الباهلي. فمكث البصرة دهرا وليس بها إلا هذه الحمامات.
878 - وحدثني المدائني قال: قال أبو بكرة لابنه مسلم: يا بنى! والله ما تلي عملا وما أراك تقصر عن إخوتك في النفعة. فقال: إن كتمت على أخبرتك. قال: فإني أفعل. قال: فإني أغتل من حمامي هذا في كل يوم ألف درهم، وطعاما كثيرا. ثم إن مسلما مرض، فأوصى إلى أخيه عبد الرحمن بن أبي بكرة وأخبره بغلة حمامه. فأفشى ذلك واستأذن السلطان في بناء حمام.
وكانت الحمامات لا تبتنى بالبصرة إلا بإذن الولاة. فأذن له. فاستأذن عبيد الله (ص 353) ابن أبي بكرة فأذن له، واستأذن الحكم بن أبي العاصي فأذن له.
واستأذن سياه الأسواري فأذن له. واستأذن الحصين بن أبي الحر العنبري فأذن له. واستأذنت ريطة بنت زياد فأذن لها. واستأذنت لبابة بنت أوفى الجرشي فأذن لها في حمامين: أحدهما في أصحاب القباء والآخر في بنى سعد.
واستأذن المنجاب بن راشد الضبي فإذن له. وأفاق مسلم بن أبي بكرة من مرضه وقد فسدت عليه غلة حمامه. فجعلن يلعن عبد الرحمن ويقول:
ماله قطع الله رحمه!.
879 - قالوا: وكان فيل حاجب زياد ومولاه ركب معه أبو الأسود الدئلي وأنس بن زنيم، وكان على برذون هملاج، وهما على فرسي سوء قطوفين. فأدركهما الحسد. فقال أنس: أجز يأبا الأسود. قال: هات. فقال:
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»
الفهرست