فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٣٩٥
فقيل إنهم نزلوا على مثل ما نزل عليه أساورة البصرة من الاسلام، على أن يكونوا مع من شاؤوا. فنزلوا الكوفة وحالفوا زهرة بن حوية، فسموا حمراء الديلم.
وقيل إنهم أسلموا وأقاموا بمكانهم، وصارت أرضوهم (ص 321) عشرية.
فرتب البراء معهم خمس مئة رجل من المسلمين معهم طليحة بن خويلد الأسدي وأقطعهم أرضين لا حق فيها لاحد.
قال بكر: وأنشدني رجل من أهل قزوين لجد أبيه، وكان مع البراء:
قد علم الديلم إذ تحارب * حين أتى في جيشه ابن عازب بأن ظن المشركين كاذب * فكم قطعنا في دجى الغياهب من جبل وعر ومن سباسب وغزا الديلم حتى أدوا إليه الإتاوة. وغزا جيلان والببر والطيلسان. وفتح زنجان عنوة.
ولما ولى الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية الكوفة لعثمان بن عفان غزا الديلم مما يلي قزوين، وغزا أذربيجان، وغزا جيلان وموقان، والببر، والطيلسان، ثم انصرف.
وولى سعيد بن العاصي بن سعيد بن العاصي بن أمية بعد الوليد، فغزا الديلم ومصر قزوين. فكانت ثغر أهل الكوفة وفيها بنيانهم.
800 - وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: ثنا خلف بن تميم قال: ثنا زائدة بن قدامة، عن إسماعيل بن مرة الهمذاني قال:
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: من كره منكم أن يقاتل معنا معاوية فليأخذ عطاءه وليخرج إلى الديلم فليقاتلهم. قال: وكنت في النخبة، فأخذنا أعطياتنا وخرجنا إلى الديلم، ونحن أربعة آلاف أو خمسة آلاف.
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»
الفهرست