فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٣٩٢
وبنى فيها مسجدا جامعا جرى على يدي عمار بن أبي الخصيب، وكتب اسمه على حائطه. فأرخ بناءها سنة ثمان وخمسين ومئة. وجعل لها فصيلا يطيف به فارقان من آجر، وسماها المحمدية، فأهل الري يدعون الري المدينة الداخلة، ويسمون الفصيل المدينة الخارجة.
وحصن الزنبدي في داخل المحمدية. وكان المهدى قد أمر بمرمته ونزله.
وهو مطل على المسجد الجامع (ص 319) ودار الامارة، وقد كان جعل بعد سجنا.
قال: وبالري أهل بيت يقال لهم بنو الحريش نزلوا بعد بناء المدينة.
قال: وكانت مدينة الري تدعى في الجاهلية ارازى، فيقال إنه خسف بها.
وهي على ست فراسخ من المحمدية، وبها سميت الري.
قال: وكان المهدى في أول مقدمة الري نزل قرية يقال لها السيروان.
قال: وفى قلعة الفرخان يقول الشاعر، وهو الغطمش بن الأعور بن عمرو الضبي على الجوسق الملعون بالري لا ينى * على رأسه داعي المنية يلمع 797 - قال بكر بن الهيثم: حدثني يحيى بن ضريس القاضي قال: كان الشعبي دخل الري مع قتيبة بن مسلم. فقال له: ما أحب الشراب إليك؟ فقال:
أهونه وجودا وأعزه فقدا.
قال: ودخل سعيد بن جبير الري أيضا، فلقيه الضحاك فكتب عنه التفسير.
قال: وكان عمرو بن معدى كرب الزبيدي غزا الري أول ما غزيت، فلما انصرف توفى، فدفن فوق روذة وبوسنة بموضع يسمى كرمانشاهان.
وبالري دفن الكسائي النحوي، واسمه على بن حمزة. كان شخص إليها مع الرشيد رحمه الله وهو يريد خراسان.
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»
الفهرست