فتوح البلدان - البلاذري - ج ٢ - الصفحة ٣٩٨
807 - قالوا: وكان محمد بن سنان العجلي نزل قرية من قرى دستبى، ثم صار إلى قزوين فبنى دارا في ربضها. فعذله أهل الثغر وقالوا: عرضت نفسك للتلف وعرضتنا للوهن، إن نالك العدو بسوء. فلم يلتفت إلى قولهم.
فأمر ولده وأهل بيته فبنوا معه خارج المدينة، ثم انتقل الناس بعد فبنوا حتى تم ربض المدينة.
808 - قالوا: وكان أبو دلف القاسم بن عيسى غزا الديلم في خلافة المأمون، وهو وال في خلافة المعتصم بالله أيام ولاية الأفشين الجبال. ففتح حصونا منها اقليسم، صالح أهله على إتاوة. ومنها بومج فتحه عنوة، ثم صالح أهله على إتاوة.
ومنها الابلام، ومنها انداق، في حصون أخر. وأغزى الأفشين غير أبى دلف، ففتح أيضا من الديلم حصونا.
ولما كانت سنة 253 وجه أمير المؤمنين المعتز بالله موسى بن بغا الكبير مولاه إلى الطالبيين الذين ظهروا بالديلم وناحية طبرستان. وكانت الديالمة قد اشتملت على رجل منهم يعرف بالكوكبي. فغزا الديلم وأوغل في بلادهم، وحاربوه فأوقع بهم، وثقلت وطأته عليهم واشتدت نكايته.
809 - وأخبرني (ص 324) رجل من أهل قزوين أن قبور هؤلاء الندماء براوند من عمل إصبهان، وأن الشاعر إنما قال:
ألم تعلما أنى براوند مفرد 810 - وحدثني عبد الله بن صالح العجلي قال: بلغني أن ثلاثة نفر من أهل الكوفة كانوا في جيش الحجاج الذي وجهه إلى الديلم. فكانوا يتنادمون ثلاثتهم ولا يخالطون غيرهم. فإنهم على ذلك إذ مات أحدهم فدفنه صاحباه.
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»
الفهرست