ذلك يزدجرد وقال: اكتبوا إليه إنما أنت عبد من عبيدي، فما جرأك على أن تخطب إلى؟ وأمر بمحاسبة ماهويه مرزبان (ص 315) مرو، وسأله عن الأموال. فكتب ماهويه إلى نيزك يحرضه عليه ويقول: هذا الذي قدم مفلولا طريدا فمننت عليه ليرد عليه ملكه، فكتب إليك بما كتب. ثم تضافرا على قتله. وأقبل نيزك في الأتراك حتى نزل الجنابذ، فحاربوه، فتكافأ الترك ثم عادت الدائرة عليه، فقتل أصحابه ونهب عسكره. فأتى مدينة مرو فلم يفتح له، فنزل عن دابته ومشى حتى دخل بيت طحان على المرغاب، ويقال إن ماهويه بعث إليه رسله حين بلغه خبره فقتلوه في بيت الطحان. ويقال إنه دس إلى الطحان فأمره بقتله فقتله، ثم قال: ما ينبغي لقاتل ملك أن يعيش. فأمر بالطحان فقتل. ويقال إن الطحان قدم له طعاما فأكل، وأتاه بشراب يشرب فسكر، فلما كان المساء أخرج تاجه فوضعه على رأسه، فبصر به الطحان فطمع فيه، فعمد إلى رحا فألقاها عليه، فلما قتله أخذ تاجه وثيابه وألقاه في الماء.
ثم عرف ماهويه خبره فقتل الطحان وأهل بيته وأخذ التاج والثياب.
ويقال إن يزدجرد نذر برسل ماهويه فهرب ونزل الماء. فطلب من الطحان فقال: قد خرج من بيتي. فوجدوه في الماء. فقال: خلوا عنى أعطكم منطقتي وخاتمي وتاجي. فتغيبوا عنه. وسألهم شيئا يأكل به خبزا فأعطاهم بعضهم أربعة دراهم. فضحك وقال: لقد قيل لي إنك ستحتاج إلى أربعة دراهم.
ثم إنه هجم عليه بعد ذلك قوم وجههم ماهويه لطلبه. فقال: لا تقتلوني واحملوني إلى ملك العرب لأصالحه عنى وعنكم. فأبوا ذلك وخنقوه بوتر، ثم أخذوا ثيابه فجعلت في جراب، وألقوا جثته في الماء. ووقع فيروز بن يزدجرد فيما يزعمون إلى الترك فزوجوه وأقام عندهم. (ص 316).