فتوح الشام - الواقدي - ج ١ - الصفحة ٩٠
حالك ثم سلم على عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعلى المسلمين وقال من اين علمتم مكاني هذا فقال عبد الرحمن يا امين بينما نحن في قتال الروم وقد نصرنا الله عليهم والمسلمون قد اشتغلوا بالغنائم إذا سمعنا هاتفا من الهواء يقول اشتغلتم بالغنائم وخالد قد أحاطت به الروم فلما سمعنا ذلك لم ندر أي مكان أنت فيه وفقدنا شخصك فدلنا عليك علج كان بيد رجل من أصحابك وقال إن صاحبكم انا الذي دللته على هربيس وانه معه في هذا الجبل فسرنا إليك فقال خالد لقد دلنا على عدونا ودل علينا المسلمين وقد وجب له الحق علينا ورجع خالد وأصحابه إلى المسلمين فلما رأوه بادروا وسلموا عليه فرد عليهم السلام ثم إن خالدا رضي الله عنه دعا بذلك العلج الذي دله على هربيس وقال له انك وفيت لنا ونريد ان نوفي لك بما وعدناك لأنك نصحت لنا فهل لك أن تكون من أصحاب دين الصلاة والصيام وملة محمد عليه الصلاة والسلام فتكون من أهل الجنة فقال ما أريد بديني بدلا فأطلق خالد سبيله قال نوفل بن عمرو فرأيته قد استوى على ظهر جواده يطلب بلاد الروم وحده ثم إن خالد رضي الله عنه امر بجمع الغنائم والأسارى فجمع ذلك اليه فلما رأى كثرته حمد الله تعالى وشكره واثنى عليه ودعا بدليله يونس النجيب ثم قال له ما فعلت بزوجتك فحدثه معها وما كان من امرها فعجب من ذلك فقال رافع بن عميرة أيها الأمير اني أسرت ابنة الملك هرقل وقد سلمتها اليه بدلامن زوجته فقال خالد وأين ابنة الملك هرقل فمثلت بين يديه فنظر إلى حسنها وجمالها وما منحها الله به من الجمال فصرف وجهه عنها وقال سبحانك اللهم وبحمدك تخلق ما تشاء وتختار ثم قرأ قوله تعالى * (وربك يخلق ما يشاء ويختار) * ثم قال ليونس اتريدها بدلا من زوجتك قال نعم ولكني اعلم أن الملك هرقل لا بدله ان يفديها بالأموال أو يخلصها بالقتال فقال خالد خذها لك الان فإن لم يطلبها فهي لك وان طلبها فالله يعوضك خيرا منها فقال يونس أيها الأمير انك في مكان ضيق ومكان صعب فاعزم على الخروج قبل ان يلحق نفير القوم فقال خالد الله لنا ومعنا وعطف راجعا يجد في مسيره والغنائم امامه والمسلمون في اثره فرحين بالغنيمة والسلامة والنصر قال روح بن عطية فقطعنا الطريق كلها وما عرض لنا من الروم أحد ونحن نخوض في وسط ديار القوم خوضا فلما وصلنا مرج الصغير عند قنطرة أم حكيم نظرنا إلى غبرة من وراءنا فلما عايناها أنكرنا ذلك فاسرع رجال من المسلمين إلى خالد يخبرونه بالغبرة قال أيكم يأتيني بخبرها فبادر بالإجابة
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»