لعين قال رافع بن عميرة الطائي فشهد معنا القتال إلى يوم اليرموك فما كنت أراه في حرب الا ويجاهد جهادا عظيما وقد أبلى في الروم بلاء حسنا فأتاه سهم في لبته فخر ميتا رحمه الله تعالى قال رافع فحزنت عليه وأكثرت من الترحم عليه فرأيته في النوم وعليه حلل تلمع وفي رجليه نعلان من ذهب وهو يجول في روضة خضراء فقلت له ما فعل الله بك قال غفر لي وأعطاني بدلا من زوجتي سبعين حوراء لو بدت واحدة منهن في الدنيا لكف ضوء وجهها نور الشمس والقمر فجزاكم الله خيرا فقصصت الرؤيا على خالد فقال ليس والله سوى الشهادة طوبى لمن رزقها كتب خالد بالفتح قال الواقدي ولقد بلغني ان خالدا رضي الله عنه لما رجع من غزوته ومسيره غانما ظن أن الخليفة أبا بكر الصديق رضي الله عنه حي لم يقبض فهم ان يكتب له كتابا بالفتح والبشارة وما غنم من الروم وأبو عبيدة لا يخبره بذلك ولا يعلمه ان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فدعا خالد بدواة وبياض وكتب بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم من عامله على الشام خالد بن الوليد اما بعد سلام عليك فاني احمد الله الذي لا إله إلا هو واصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ثم انا لم نزل في مكايدة العدو على حرب دمشق حتى انزل الله علينا نصره وقهر عدوه وفتحت دمشق عنوة بالسيف من باب شرقي وكان أبو عبيدة على باب الجابية فخدعته الروم فصالحوه على الباب الاخر ومنعني ان اسبي واقتل ولقيناه على كنيسة يقال لها كنيسة مريم وامامه القسس والرهبان ومعهم كتاب الصلح وان صهر الملك توما واخر يقال له هربيس خرجا من المدينة بمال عظيم واحمال جسيمة فسرت خلفها في عساكر الزحف وانتزعت الغنيمة من أيديهما وقتلت الملعونين وأسرت ابنة الملك هرقل ثم أهديتها اليه ورجعت سالما وانا منتظر امرك والسلام عليك وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم وطوى الكتاب وختمه بخاتمه ودعا برجل من العرب يقال له عبد الله بن قرط فدفع اليه الكتاب وسار إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فوردها والخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقرأ عنوان الكتاب وإذا هو من خالد إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر أما عرف المسلمون وفاة أبي بكر رضي الله عنه فقال لا يا أمير المؤمنين فقال قد وجهت بذلك كتابا إلى أبي عبيدة وأمرته على المسلمين وعزلت خالدا وما أظن أبا عبيدة يريد الخلافة لنفسه فسكت وقرأ الكتاب قال أصحاب السير
(٩٢)