فتوح الشام - الواقدي - ج ١ - الصفحة ٩١
رجل من غفار يقال له صعصعة بن يزيد الغفاري قال انا أيها الأمير ثم نزل عن جواده وكان بجريه يسبق الفرس الجواد لقوة عزمه فورد الغبرة واختبرها ورجع على عقبه وهو ينادي أيها الأمير أدركنا الصلبان من ورائنا وهم مصفدون في الحديد لم يبن منهم غير حماليق الحدق فدعا خالد بيونس الدليل عندما قاربته الخيل وقال يا يونس اقصد نحو الخيل وانظر ما يريدون فقال السمع والطاعة ثم دنا من الخيل وقاربهم ثم رجع إلى خالد وقال له ألم أقل لك أيها الأمير ان هرقل لا يغفل عن طلب ابنته وقد انفذ هذه الخيل يريدون ان يأخذوا الغنيمة من أيدي المسلمين فلما لحقوك ههنا قريبا من دمشق بعثوا رسولا يسألك في الجارية أما بيعها واما هدية فبينما خالد يتحدث إذ أقبل اليه شيخ عليه لبس المسوح فأقبل حتى دنا من المسلمين فاوقفوه امام خالد وقال له قل ما نشاء فقال الشيخ انا رسول الملك هرقل وانه يقول لك بلغني ما فعلت برجالي وقتلت توما زوج ابنتي وهتكت حرمتي وقد ظفرت وسلمت فلا تفرط بمن معك والان ما ان تبيع ابنتي أو تهديها إلي فالكرم شيمتكم وطبعكم ولا يرحم من يرحم واني أرجو أن يقع بيننا الصلح فلما سمع خالد ذلك قال للشيخ قل لصاحبك والله لا رجعت عنه وعن أهل ملته حتى أملك سريره وما تحت قدميه كما في علمك واما ابقاؤك علينا فلو وجدت إلى ذلك من سبيل فما قصرت وأما ابنتك فهي لك هدية منا ثم إن خالدا اطلق ابنة الملك هرقل وسلمها للشيخ ولم يأخذ في فدائها شيئا فلما بلغ ذلك الرسول إلى الملك هرقل وسلمها للشيخ ولم يأخذ في فدائها شيئا فلما بلغ ذلك الرسول إلى الملك هرقل قال لعظماء الروم هذا الذي أشرت عليكم فلم تقبلوه واردتم قتلي وسيكون الامر أعظم ولكن ليس هذا منكم بل هو من رب السماء قال الواقدي فبكت الروم بكاء شديدا وسار خالد حتى أتى دمشق وكان المسلمون وأبو عبيدة قد أيسوا من خالد ومن معه فهم في أعظم القلق والاياس إذ قدم عليهم خالد رضي الله عنه والمسلمون فخرجوا إلى لقائه وهنئوه بالسلامة وسلم المسلمون بعضهم على بعض ووجد خالد في دمشق عمرو بن معد يكرب الزبيدي ومالك بن الأشتر النخعي ومن كان معهما واقبل خالد إلى جانب أبي عبيدة وهو يحدثه بما لاقى في غزوته وأبو عبيدة بتعجب من شجاعته وجسارته فلما استقر بخالد مكانه اخذ الخمس من الغنائم وفرق الباقي على المسلمين ثم إن خالدا اعطى من ماله ليونس وقال خذ هذا فتزوج به أو اشتر به جارية لك من بنات الروم قال يونس والله لا أتزوج في هذا الدار الدنيا زوجة ابدا وما أريد الا ان أتزوج في الآخرة بعيناء من الحور
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»