فإنها ساعة نرزق فيها النصر وإياكم ان تولوا الادبار فيراكم الله منهزمين ازحفوا على بركة الله تعالى فلما تقارب الجمعان رمت الاروام سهامهم رمية واحدة قال فقتلوا رجالا وجرحوا أناسا وخالد قد منع الناس من الحملة فقال لضرار بن الأزور وما لنا والوقوف والحق سبحانه وتعالى قد تجلى علينا والله ما يظن أعداء الله الا أننا قد فشلنا عنهم وجزعنا فأمرنا بالحملة حتى نحمل معك قال فأنت لها يا ضرار فخرج ضرار بن الأزور وقال والله ما من شيء اشهى إلى قلبي من ذلك ثم حمل ضرار وقد تدرع بدرع كان لبطرس أخي بولص وألقى الزرد على وجهه وركب جواده وكان عليه يؤمئذ جبتان من جلود الفيلة كان قد اخذهما أيضا من بطرس وقد اخفى نفسه عن الروم بلباسه ذلك وقد اطلق عنانه وقوم سنانه وحمل في صفوف الروم فرشقوه بالسهام فلم يصل اليه منهم أذى وهو يخترق صفوفهم فما كان قدر ساعة حتى قتل من الروم عشرين فارسا ومثلها رجالة قال عنان بن عوف النجبي كنت ممن يعد قتلى ضرار بن الأزور وكنت كلما قتل فارسا من الروم أعده فكان جملة قتل ضرار في حملته هذه فرسانا ورجالا ثلاثين فارسا قال عمر بن سالم هكذا حدثني نوفل بن زياد ثم إنه رمى البيضة عن رأسه والزرد عن وجهه ونادى بأعلى صوته أنا الموت الأصفر أنا ضرار بن الأزور أنا صاحبكم أنا قاتل همدان بن وردان أنا البلاء المسلط عليكم وعلى من أشرك بالرحمن قال فلما سمعت الروم كلامه عرفوه وتقهقروا إلى ورائهم قال فطمع فيهم وحمل على أثرهم فعند ذلك انطبقت عليه الروم فقال وردان من هذا البدوي فقالوا أيها الملك هذا الذي بقي طول عمره عاري الجسد ومرة برمح ومرة بنبل فلما سمع ذلك وبذكر ضرار بن الأزور تنفس الصعداء وقال هذا قاتل ولدي ولقد اشتهيت من يأخذ منه بثأري وله مني ما يريد قال فبرز اليه بطريق وكان صاحب طبرية وقال لوردان انا آخذ لك بالثأر ثم لوى عنانه وحمل على ضرار فجالا أكثر من ساعة ثم طعنه ضرار طعنة صادقة خرق بها كبد عدو الله فتجندل صريعا فقال وردان لهم ما أتى به ولو اتى به عينا ما صدقته فان هذا لا تطيق الانس أن تقاتله وأنا أرى لهذا غيري ثم ترجل وغير لامته وألقى عليه درعا وجعل على رأسه التاج وركب جوادا من الخيول العربية وهم أن يخرج إلى ضرار بن الأزور فتقدم اليه بطريق اسمه اصطفان وهو صاحب عمان قال وباس ركاب وردان قال أيها السيد ان أخذ بثأرك من هذا الذميم أو أسرته لك أتزوجني ابنتك فقال له وردان هي لك وأشهد عليه من حضر من
(٥٩)