فتوح الشام - الواقدي - ج ١ - الصفحة ٧٠
قبب الروم مما اخذه من أجنادين ومن بصرى فقد كان عندهم ألوف من ذلك فقال يا بني منعهم من ذلك التواضع ولم يتنافسوا في زينة الدنيا وملكها حتى ينظر الروم انهم لا يقاتلون طلبا للملك وانما يقاتلون رجاء ثواب الله تعالى وطلب الآخرة ونصرة للدين ولقد كنا ننزل فننصب خيامنا وخيام الروم بالبعد قال فلما نزل أبو عبيدة على باب الجابية أمر أصحابه بالقتال ثم إن خالدا استدعى بيزيد بن أبي سفيان وقال له يا يزيد خذ صاحبك وانزل على الباب الصغير واحفظ قومك وان خرج إليك أحد لا يكون لك به طاقة فابعث إلي حتى انجدك إن شاء الله تعالى ثم استدعى بشرحبيل بن حسنة كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له انزل على باب توما ثم توجه بقومه واستدعى بعمرو بن العاص وأمره ان يسير إلى باب الفراديس ثم استدعي بعده بقيس بن هبيرة وقال له اذهب بقومك إلى باب الفرج ثم نزل خالد إلى الباب الشرقي ودعا بضرار بن الأزور رضي الله عنه وضم اليه ألفي فارس وقال له تطوف حول المدينة بعسكرك وان دهمك أمر أو لاحت لك عيون القوم فأرسل الينا قال ثم سار ضرار واتبعه قومه وبقي خالد على الباب الشرقي ثم قدم عبد الرحمن بن حميد من المدينة بكتاب أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعدل إلى ناحية خالد بن الوليد على الباب الشرقي وقد تقدم للقتال طائفة من أصحابه مع رافع بن عميرة فلما رفع اليه الكتاب فرح بعد أن قرأه على المسلمين واستبشر بقدوم عمرو بن معد يكرب الزبيدي وأبي سفيان بن حرب قال وشاع الخبر عند جميع الناس وبعث خالد كتاب أبي بكر إلى كل باب فقرىء على الناس متأهين وبات الناس متأهبين للحرب يتحارسون إلى الصباح وضرار يطوف حولهم ولا يقف في مكان واحد مخافة ان يكبس بهم العدو قال الواقدي ولقد بلغني ان أهل دمشق اجتمعوا إلى كبارهم من البلد وتشاوروا فيما بينهم فقال بعضهم ما لنا الا الصلح ونعطي العرب جميع ما طلبوه منا وقال آخرون ما نحن بأكثر من جموع أجنادين فقال لهم بطريق من الروم اطلبوا لنا صهر الملك توما نتشاور في هذا الامر لنسمع ما يقول ونطلب منه ان يكشف عنا ما نحن فيه فاما ان يصالحهم واما ان يحامي عنا قال فمضى القوم إلى توما وعليه رجال موكلون بالسلاح فقالوا لهم ما الذي تريدون فقالوا نريد صهر الملك توما نشاوره في هذا الامر قال فأذنوا لهم فدخلوا عليه وقبلوا الأرض بين يديه فقال لهم ما الذي تريدون فقالوا أيها السيد انظر ما نزل ببلادنا وقد جاءنا ما لا طاقة لنا به فاما ان نصالح العرب على ما طلبوا واما ان نرسل إلى الملك فينجدنا أو يمانع عنا فقد أشرفنا على
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»