فتوح الشام - الواقدي - ج ١ - الصفحة ٥٥
وهي تهزأ به ليس هذا من شيم الكرام تظهر لنا المحبة والقرب ثم تظهر الساعة الجفاء والتباعد وخطت نحوه فقال قد زال عني ما كنت أجد من محبتك فقالت له خولة لا بد لي منك على كل حال ثم أسرعت اليه وقد قصده ضرار فقال له بطرس خذ أختك عني فهي مباركة عليك وهي هدية مني إليك فقال له الأمير ضرار قد قبلت هديتك وشكرتها واني لا أجد لك على ذلك الا سنان رمحي فخذ هذه مني إليك ثم حمل عليه ضرار وهو يقول * (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) * ثم همهم اليه بالطعنة ووصلت اليه خولة فضربت قوائم فرسه فكبا به الجواد ووقع عدو الله إلى الأرض فأدركه ضرار قبل سقوطه وطعنه في خاصرته فأطلع السنان من الجانب الآخر فتجندل صريعا إلى الأرض فصاح به خالد لله درك يا ضرار هذه طعنة لا يخيب طاعنها ثم حملوا في أعراض القوم وجميع المسلمين معهم فما كانت الا جولة جائل حتى قتل من الروم ثلاثة آلاف رجل قال حامد بن عامر اليربوعي لقد عددت لضرار بن الأزور في ذلك اليوم ثلاثين قتيلا وقتلت خولة خمس وعفراء بنت غفار الحميرية أربعة وقال وانهزم بقية القوم ولم يزالوا في أدبارهم والمسلمون على اثرهم إلى أن وصلوا إلى دمشق فلم يخرج إليهم أحد بل زاد فزعهم واشتد الامر عليهم ورجع المسملون وجمعوا الغنائم والخيل والسلاح والأموال ثم قال خالد الحقوا بأبي عبيدة لئلا يكون وردان وجيوشه قد لحقوا به فسار ضرار والقوم وقل جعل ضرار رأس البطريق على سنان رمحه يزل القوم سائرين إلى أن لحقوا بأبي عبيدة في مرج الصفر وقد تخلف أبو عبيدة حتى اشرف المسلمون عليه فكبر وكبر خالد بن الوليد رضي الله عنه ومعه المسلمون فلما اجتمع الناس سلم بعضهم على بعض ورأوا المأسورات وقد خلصن وأخبر خالد أبا عبيدة بما فعلت خولة وعفرة وغيرهن من الصحابة فاستبشر بنصر الله وعلموا أن الشام لهم ثم دعا خالد ببولص فقال له أسلم والا فعلت بك كما فعلت بأخيك فقال له وما الذي صنعت بأخي قال قتلته وهذه رأسه ورماها ضرار قدامه فلما رأى أخيه بكى وقال له لا بقاء لي بعد ه حيا فألحقوني به قال فقام اليه المسيب بن يحيى الفزاري رضي الله عنه فضرب عنقه بأمر خالد ثم رحل القوم قال الواقدي حدثنا سعيد بن مالك قال لما بعث خالد الكتب إلى شرحبيل بن حسنة كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم والى يزيد بن أبي سفيان والى عمرو بن العاص قرأ كل واحد من الامراء كتابه قال فساروا بأجمعهم إلى أجنادين لعون اخوانهم وجاءوا بعددهم وعديدهم قال سفينة مولى رسول
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»