كما حدثتك عن معالمها في كتابي - معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال الف عام -.
وخلاصة القول ان الحركتين العلمية والأدبية التي تولتها بالأمس تتولاها اليوم الجامعة النجفية الكبرى بلغت أوجها في جميع الأدوار وحتى من حيث العلوم النقلية والعقلية ومن هنا نتعرف على أمرين هامين:
أ - ان الشخصية النجفية ميالة بطبيعتها إلى العلم، وتستجيب لكل حركة أو دعوة تقوم على أساس العلم والأدب، أو تمت إليهما بسبب من أسبابه، فلا موضع اذن للشك في أن الرغبات الفكرية والدوافع الثقافية متأصلة في هذه الشخصية كل التأصل.
ب - ان البيئة النجفية كانت ولم تزل تربة صالحة لنمو الحركات العلمية منذ ان ثوى في تربتها شهيد البيت الإلهي، وباب مدينة علم النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، مولانا الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. فهي طابت وطهرت ببركة وجود هذه الشخصية المقدسة المحسوس ذاته بذات الله سبحانه، وليس في هذا أدنى غرابة أو مبالغة.
وأخيرا فقد كتب الله منذ الأزل للشخصية النجفية أن تكون مثابة علمية للعالم الاسلامي بأسره، تشد إليها الرحال من جميع أقطار.