معجم المطبوعات النجفية - محمد هادي الأميني - الصفحة ٣٣
الأرض، لتستمد الشعوب الاسلامية من ينابيعها النميرة علما وحكمة وهي مكانة تجب الحافظة عليها واحترامها وتقديسها مهما كلفنا من الأموال والجهود.
ومهما كان الامر فقد افتقرت هذه الشخصية إلى مطابع تمكنها من العمل ولايصال نتاجها الفكري إلى البلاد النائية، وتقول:
كلمتها وتتحول إلى صعيد عالمي أوسع وتخرج من عالمها الضيق المحدود، فجلبت إليها مطابعا في أوائل الربع الثاني من القرن الرابع عشر الهجري وأخرجت الكثير من النفيس القيم إلى جانب الضئيل من البخس الزهيد، وعلى مر الأيام تعددت المطابع فيها وتطورت واستعدت وازدهرت إلى حد بعيد من الناحية الفنية، حتى أخذت تضاهي مطابع القاهرة وبيروت وهي ما زالت تزداد سعة كلما تطورت الحركة الفكرية في النجف واتسعت آفاق التأليف والكتابة فيها.
لهذا وذاك نجد اليوم في النجف عدة مطابع قديمة وحديثة، والبعض منها انقرضت وبيعت ولم يبق منها أي أثر عدى مطبوعاتها ونشراتها وهذه المطبوعات غزت مكتبات أوربا، والدنيا مقبلة عليها حريصة على اقتنائها، للمتعة الفكرية الموجودة في طياتها، إلى جانب التحقيق والتدقيق في اخراج نفائس المخطوطات في شتى العلوم والذي يؤخذ عليه أصحاب المطابع انهم في السنين الأخيرة أهملوا
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 37 38 39 ... » »»