التحيات، فلما حذاه لطم القلنسوة، فسلم أحمد، وأعطى القلنسوة ابنه إبراهيم، فذهب بها. فقال له من رآه: ما رأيت ما فعل بك هذا؟ فقال:
رحمه الله.
ومن كلام القاسم: رأس الأعمال الرضى عن الله، والورع عماد الدين، والجوع (1) مخ العبادة، والحصن الحصين الصمت.
وقال قاسم الجوعي: سمعت مسلم بن زياد يقول: مكتوب في التوراة: من سالم سلم، ومن شاتم شتم، ومن طلب الفضل من غير أهله ندم.
وقال: الشهوات نفس الدنيا، فمن ترك الشهوات فقد ترك الدنيا. إذا رأيت الرجل يخاصم فهو يحب الرئاسة.
قال عمرو بن دحيم: توفي قاسم الجوعي في رمضان سنة ثمان وأربعين ومئتين.
قلت: كان زاهد الوقت هذا الجوعي بدمشق، والسري السقطي ببغداد، وأحمد بن حرب بنيسابور، وذو النون بمصر، ومحمد بن أسلم بطوس. وأين مثل هؤلاء السادة؟ ما يملا عيني إلا التراب، أو من تحت التراب.
23 - الكرابيسي * العلامة، فقيه بغداد، أبو علي، الحسين بن علي بن يزيد