سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ١٧
قلت: هذا يدل على كمال عقل هذا الامام، وفقه نفسه، فما زال النظراء يختلفون.
أبو جعفر الترمذي: حدثني أبو الفضل الواشجردي (1)، سمعت أبا عبد الله الصاغاني قال: سألت يحيى بن أكثم عن أبي عبيد والشافعي، أيهما أعلم؟ قال: أبو عبيد كان يأتينا هاهنا كثيرا، وكان رجلا إذا ساعدته الكتب، كان حسن التصنيف من الكتب، وكان يرتبها بحسن ألفاظه لاقتداره على العربية، وأما الشافعي، فقد كنا عند محمد بن الحسن كثيرا في المناظرة، وكان رجلا قرشي العقل والفهم والذهن، صافي العقل والفهم والدماغ، سريع الإصابة - أو كلمة نحوها - ولو كان أكثر سماعا للحديث، لاستغني أمة محمد صلى الله عليه وسلم به عن غيره من الفقهاء (2).
قال معمر بن شبيب: سمعت المأمون يقول: قد امتحنت محمد بن إدريس في كل شئ، فوجدته كاملا (3).
قال أحمد بن محمد بن بنت الشافعي: سمعت أبي وعمي يقولان:
كان سفيان بن عيينة إذا جاءه شئ من التفسير والفتيا، التفت إلى الشافعي، فيقول: سلوا هذا (4).
وقال تميم بن عبد الله: سمعت سويد بن سعيد يقول: كنت عند سفيان، فجاء الشافعي، فسلم، وجلس، فروى ابن عيينة حديثا رقيقا،

(1) نسبة إلى واشجرد بفتح الواو وسكون الشين وكسر الجيم وسكون الراء: من قرى ما وراء نهر جيحون وبها كان الثغر والمرابطة.
(2) " تاريخ ابن عساكر " 14 / 403 / 2.
(3) تاريخ ابن عساكر " 14 / 404 / 1، و " توالي التأسيس ": 56.
(4) " تاريخ ابن عساكر " 14 / 404 / 2، و " مناقب البيهقي " 2 / 240.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»