سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ١٥
قال أحمد بن أبي سريج: سمعت الشافعي يقول: قد أنفقت على كتب محمد ستين دينارا، ثم تدبرتها، فوضعت إلى جنب كل مسألة حديثا، يعني: رد عليه (1).
قال هارون بن سعيد: قال لي الشافعي: أخذت اللبان (2) سنة للحفظ، فأعقبني صب الدم سنة.
قال أبو عبيد: ما رأيت أحدا أعقل من الشافعي، وكذا قال يونس بن عبد الأعلى، حتى إنه قال: لو جمعت أمة لوسعهم عقله (3).
قلت: هذا على سبيل المبالغة، فإن الكامل العقل لو نقص من عقله نحو الربع، لبان عليه نقص ما، ولبقي له نظراء، فلو ذهب نصف ذلك العقل منه، لظهر عليه النقص، فكيف به لو ذهب ثلثا عقله! فلو أنك أخذت عقول ثلاثة أنفس مثلا، وصيرتها عقل واحد، لجاء منه كامل العقل وزيادة.
جماعة: حدثنا الربيع، سمعت الحميدي، سمعت مسلم بن خالد الزنجي يقول للشافعي: أفت يا أبا عبد الله، فقد والله آن لك أن تفتي -

(١) " تاريخ ابن عساكر " ١٤ / ٤٠٢ / ٢، وفيه: " ردا عليه ".
(٢) هو نبات من الفصيلة البخورية يفرز صمغا، ويسمى الكندر. وانظر فوائده في " المعتمد في الأدوية المفردة " ٤٣٤، ٤٣٥، والخبر في " آداب الشافعي ": ٣٥، وابن عساكر ٤ / ٤٠٣ / ٢، و " شذرات الذهب " ٢ / ٩.
(٣) " مناقب البيهقي " ٢ / ١٨٥، ١٨٦، و " تاريخ ابن عساكر " ١٤ / ٤٠٣ / ٢، و " توالي التأسيس " ٥٨، و " معرفة السنن والآثار " ١ / ١٢٧، و " البداية والنهاية " 10 / 253.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»