سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٥٠٢
يقول لأصحاب الحديث، إذا حدث بثلاثة أحاديث: قد جاءكم السيل، وأنا اليوم مثل الأعمش.
فقلت: من فوائد أبي عمرو أحمد بن محمد النيسابوري، حدثنا أبو تراب محمد بن الفرج، قال: سمعت خالد بن عبد الله الكوفي يقول: كان في سكة أبي بكر بن عياش كلب، إذا رأى صاحب محبرة حمل عليه، فأطعمه أصحاب الحديث شيئا فقتلوه، فخرج أبو بكر، فلما رآه ميتا، قال:
إنا لله، ذهب الذي كان يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر.
قال يحيى بن آدم: قال لي أبو بكر: تعلمت من عاصم القرآن كما يتعلم الصبي من المعلم، فلقي مني شدة، فما أحسن غير قراءته. وهذا الذي أحدثك به من القراءات، إنما تعلمته من عاصم تعلما.
وفي رواية عن أبي بكر قال: أتيت عاصما، وأنا حدث.
وقال هارون بن حاتم: سمعت رجلا أنه سأل أبا بكر: أقرأت على أحد غير عاصم؟ قال: نعم، على عطاء بن السائب، وأسلم المنقري.
هذا إسناد لم يصح.
قال يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش قال: تعلمت القرآن من عاصم خمسا خمسا، ولم أتعلم من غيره، ولا قرأت على غيره.
يحيى، عن أبي بكر قال: اختلفت إلى عاصم نحوا من ثلاث سنين، في الحر والشتاء والمطر، حتى ربما استحييت من أهل مسجد بني كاهل.
وقال لي عاصم: احمد الله تعالى، فإنك جئت وما تحسن شيئا، فقلت: إنما خرجت من المكتب ثم جئت إليك.
(٥٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 497 498 499 500 501 502 503 504 505 506 507 ... » »»