سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٤٩٨
والخضر بن عبد الله بن حمويه، وأحمد بن أبي عصرون، عن أبي الفرج بن كليب، أخبرنا علي بن بيان، أخبرنا محمد بن محمد، أخبرنا إسماعيل بن محمد، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثني أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأحرمنا بالحج، فلما قدمنا مكة قال: " اجعلوا حجكم عمرة "، فقال الناس: يا رسول الله، فكيف نجعلها عمرة، وقد أحرمنا بالحج؟ قال: " انظروا الذي آمركم به، فافعلوا " فردوا عليه القول فغضب، ثم انطلق حتى دخل على عائشة غضبان، فرأت الغضب في وجهه فقالت: من أغضبك أغضبه الله. قال: " ومالي لا أغضب وأنا آمر بالامر فلا أتبع ". هذا حديث صحيح من العوالي، يرويه عدة في وقتنا عن النجيب، وابن عبد الدائم بسماعهما من ابن كليب. أخرجه ابن ماجة (1) عن الثقة عن أبي بكر.
قال عثمان بن أبي شيبة: أحضر هارون الرشيد أبا بكر بن عياش من الكوفة، فجاء ومعه وكيع، فدخل ووكيع يقوده، فأدناه الرشيد، وقال له: قد أدركت أيام بني أمية وأيامنا، فأينا خير؟ قال: أنتم أقوم بالصلاة، وأولئك كانوا أنفع للناس. قال: فأجازه الرشيد بستة آلاف دينار، وصرفه، وأجاز وكيعا بثلاثة آلاف. رواها محمد بن عثمان عن أبيه.

(1) رقم (2982) في المناسك: باب فسخ الحج من طريق محمد بن الصباح، حدثنا أبو بكر بن عياش: عن أبي إسحاق، عن البراء، وأخرجه أحمد في المسند: 4 / 286، وأورده الهيثمي في " المجمع ": 3 / 233، وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، والامر بفسخ الحج إلى العمرة، رواه غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أورد أحاديثهم ابن القيم في " زاد المعاد ": 2 / 169 - 187 بتحقيقنا، فراجعه، فإنه نفيس.
(٤٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 ... » »»