المنذر بن الداخل الأموي ابن عم الحكم، لما عرفوا من صلاحه، وعقله ودينه، فقصدوه وعرفوه بالامر، فأبدى الميل إليهم، والبشرى بهم، وقال لهم: أنتم أضيافي الليلة، فإن الليل أستر، وناموا، وقام هو إلى ابن عمه بجهل، فأخبره بشأنهم، فاغتاظ لذلك، وقال: جئت لسفك دمي أو دمائهم، وهم أعلام، فمن أين نتوصل إلى ما ذكرت؟ فقال: أرسل معي من تثق به ليتحقق، فوجه من أحب، فأدخلهم أحمد في بيته تحت ستر، ودخل الليل، وجاء القوم، فقال: خبروني من معكم؟ فقالوا: فلان الفقيه، وفلان الوزير، وعدوا كبارا، والكاتب يكتب حتى امتلا الرق، فمد أحدهم يده وراء الستر، فرأى القوم، فقام وقاموا، وقالوا: فعلتها يا عدو الله، فمن فر لحينه، نجا، ومن لا، قبض عليه، فكان ممن فر عيسى بن دينار الفقيه (1)، ويحيى بن يحيى الفقيه (2) صاحب مالك، وقرعوس بن العباس الثقفي (3).
(٢٥٦)