سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٢٥١
قرطبة، فاتبعه من فيها، فلما رأى يوسف الفهري العساكر قد أظلته، هرب إلى دار الشرك فتحصن هناك، وغزاه عبد الرحمن بعد ذلك، فوقعت نفرة في عسكره، فانهزم، ورد عبد الرحمن بلا حرب، وجعل لمن أتاه برأس يوسف جعلا، فأتاه رجل من أصحاب يوسف برأسه.
وقال الحميدي: دخل عبد الرحمن الأندلس، فقامت معه اليمانية، وحارب يوسف بن عبد الرحمن الفهري متولي الأندلس، فهزمه، وكان عبد الرحمن من أهل العلم على سيرة جميلة من العدل (1).
وقال أبو المظفر الأبيوردي في أخبار بني أمية: كان الناس يقولون:
ملك الأرض ابنا بربريتين يعني: عبد الرحمن والمنصور.
وكان المنصور يقول عن عبد الرحمن بن معاوية: ذاك صقر قريش، دخل المغرب وقد قتل قومه، فلم يزل يضرب العدنانية بالقحطانية حتى ملك.
وقال سعيد بن عثمان اللغوي المتوفى سنة أربع مئة: كانت بقرطبة جنة اتخذها عبد الرحمن بن معاوية، كان فيها نخلة أدركتها.
وفي ذلك يقول عبد الرحمن بن معاوية:
يا نخل أنت غريبة مثلي * في الغرب نائية عن الأهل فابكي وهل تبكي ملمسة * عجماء، لم تطبع على خبل (2) لو أنها تبكي إذن لبكت * ماء الفرات ومنبت النخل

(1) جذوة المقتبس: 8، 9.
(2) في " الحلة السيراء " 1 / 37: مكسبة.
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»