سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٨
وقال أبو بكر بن عياش: كتب الأحنف إلى الحسين: (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون) (الروم: 60) عوانة بن الحكم: عن لبطة بن الفرزدق، عن أبيه قال: لقيت الحسين، فقلت: القلوب معك، والسيوف مع بني أمية (1).
ابن عيينة: عن لبطة، عن أبيه قال: لقيني الحسين وهو خارج من مكة في جماعة عليهم يلامق (2) الديباج، فقال: ما ورائك؟ قال: وكان في لسانه ثقل من برسام عرض له. وقيل: كان مع الحسين وجماعته اثنان وثلاثون فرسا.
وروى ابن سعد بأسانيده: قالوا: وأخذ الحسين طريق العذيب (3)، حتى نزل قصر أبي مقاتل (4)، فخفق خفقة، ثم استرجع، وقال: رأيت كأن فارسا يسايرنا، ويقول: القوم يسيرون، والمنايا تسري إليهم. ثم نزل كربلاء، فسار إليه عمر بن سعد كالمكره. إلى أن قال: وقتل أصحابه حوله، وكانوا خمسين، وتحول إليه من أولئك عشرون، وبقي عامة نهاره لا يقدم عليه أحد، وأحاطت به الرجالة، وكان يشد عليهم، فيهزمهم، وهم يكرهون الاقدام عليه، فصرخ بهم شمر! ثكلتكم أمهاتكم، ماذا تنتظرون

(1) انظر " الطبري " 5 / 386.
(2) اليلامق: جمع يلمق: وهو القباء المحشو، وأصله بالفارسية " يلمه " وانظر " الفسوي " 2 / 673، فقد روى الخبر مطولا من طريق ابن عيينة.
(3) قال ياقوت: العذيب: ماء بين القادسية والمغيثة.
(4) في " الطبري " 5 / 407، وابن الأثير 4 / 50: قصر بني مقاتل، قال ياقوت في " معجم البلدان " 4 / 364: وقصر مقاتل: كان بين عين التمر والشام، وقال السكوني: هو قرب القطقطانة وسلام ثم القريات: منسوب إلى مقاتل بن حسان بن ثعلبة بن أوس...
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»