سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٩
قال: ويجئ سهم، فيقع بابن له صغير، فجعل يمسح الدم عنه، ويقول: اللهم احكم بيننا وبين قومنا، دعونا لينصرونا، ثم يقتلوننا. ثم قاتل حتى قتل. قتله رجل مذحجي، وحز رأسه، ومضى به إلى عبيد الله، فقال: أوقر ركابي ذهبا * فقد قتلت الملك المحجبا قتلت خير الناس أما وأبا (1) فوفده إلى يزيد ومعه الرأس، فوضع بين يديه، وعنده أبو برزة الأسلمي، فجعل يزيد ينكت بالقضيب على فيه، ويقول (2) نفلق هاما من أناس أعزة * علينا وهم كانوا أعق وأظلما كذا قال أبو برزة. وإنما المحفوظ أن ذلك كان عند عبيد الله (3).
قال: فقال أبو برزة: ارفع قضيبك، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاه على فيه.
قال: وسرح عمر بن سعد بحريمه وعياله إلى عبيد الله. ولم يكن بقي منهم إلا غلام كان مريضا مع النساء، فأمر به عبيد الله ليقتل، فطرحت عمته زينب نفسها عليه، وقالت: لا يقتل حتى تقتلوني، فرق لها، وجهزهم إلى الشام، فلما قدموا على يزيد، جمع من كان بحضرته، وهنؤوه، فقام رجل

(1) انظر " الطبراني " (2852).
(2) هو للحصين بن الحمام بن ربيعة المري الذبياني، شاعر فارس جاهلي كان سيد بني سهم بن مرة، ويلقب " مانع الضيم " وهو ممن نبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية. والبيت من قصيدة مطلعها:
جزى الله أفناء العشيرة كلها * بدارة موضوع عقوقا ومأثما وهي في " المفضليات ". ص 64 - 69 فانظر تخريجها ثمة.
(3) انظر " الطبراني " (2846) و " المجمع " 9 / 193.
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»