سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٥
- وعن جويرية بن أسماء، عن مسافع بن شيبة، قال: لقي الحسين معاوية بمكة عند الردم، فأخذ بخطام راحلته، فأناخ به، ثم ساره طويلا، وانصرف، فزجر معاوية الراحلة، فقال له ابنه يزيد: لا يزال رجل قد عرض لك، فأناخ بك، قال: دعه لعله يطلبها من غيري، فلا يسوغه، فيقتله - رجع الحديث إلى الأول: (1).
قالوا: ولما حضر معاوية، دعا يزيد، فأوصاه، وقال: انظر حسينا، فإنه أحب الناس إلى الناس، فصل رحمه، وارفق به، فإن يك منه شئ، فسيكفيك الله بمن قتل أباه، وخذل أخاه.
ومات معاوية في نصف رجب، وبايع الناس يزيد، فكتب إلى والي المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان: أن ادع الناس وبايعهم، وابدأ بالوجوه، وارفق بالحسين، فبعث إلى الحسين وابن الزبير في الليل، ودعاهما إلى بيعة يزيد، فقالا: نصبح وننظر فيما يعمل الناس. ووثبا، فخرجا. وقد كان الوليد أغلظ للحسين، فشتمه حسين، وأخذ بعمامته، فنزعها، فقال الوليد: إن هجنا بهذا إلا أسدا. فقال له مروان أو غيره:
اقتله. قال: إن ذاك لدم مصون (2).
وخرج الحسين وابن الزبير لوقتهما إلى مكة، ونزل الحسين بمكة دار العباس، ولزم عبد الله الحجر، ولبس المعافري (3)، وجعل يحرض على بني أمية، وكان يغدو ويروح إلى الحسين، ويشير عليه أن يقدم العراق، ويقول: هم شيعتكم. وكان ابن عباس ينهاه (4).

(1) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 330. (4) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 331.
(2) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 330.
(3) المعافري: برود باليمن منسوبة إلى قبيلة معافر.
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»