سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٣
ناشده، وقال: إن أهل العراق قوم مناكير، قتلوا أباك، وضربوا أخاك، وفعلوا وفعلوا.
ابن المبارك: عن بشر بن غالب، أن ابن الزبير قال للحسين: إلى أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك، وطعنوا أخاك. فقال: لان أقتل أحب إلي من أن تستحل، يعني مكة (1).
أبو سلمة المنقري: حدثنا معاوية بن عبد الكريم، عن مروان الأصفر، حدثني الفرزدق، قال: لما خرج الحسين، لقيت عبد الله بن عمرو، فقلت: إن هذا قد خرج، فما ترى؟ قال: أرى أن تخرج معه، فإنك إن أردت دنيا، أصبتها، وإن أردت آخرة، أصبتها، فرحلت نحوه، فلما كنت في بعض الطريق، بلغني (2) قتله، فرجعت إلى عبد الله، وقلت: أين ما ذكرت؟ قال: كان رأيا رأيته.
قلت: هذا يدل على تصويب عبد الله بن عمرو للحسين في مسيره، وهو رأي ابن الزبير وجماعة من الصحابة شهدوا الحرة.
ابن سعد: أخبرنا الواقدي، حدثنا ابن أبي ذئب، حدثني عبد الله بن عمير (ح)، وأخبرنا ابن أبي الزناد، عن أبي وجزة (ح)، ويونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، وسمى طائفة، ثم قال: فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين. قال: كان أهل الكوفة يكتبون إلى الحسين يدعونه إلى الخروج إليهم زمن معاوية، كل ذلك يأبى، فقدم منهم قوم إلى محمد بن الحنفية، وطلبوا إليه المسير معهم، فأبى، وجاء إلى الحسين، فأخبره،

(1) ذكره ابن كثير في " البداية " 8 / 161 من طريق يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو بكر الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عبد الله بن شريك، عن بشر بن غالب.....
(2) في الأصل " لقيني ".
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»