سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٩٨
عليه، ويقلن: قبل أخاك. كذا ذكره بلا إسناد.
أنبأنا طائفة: أخبرنا ابن طبر زد: أخبرنا ابن الحصين: أخبرنا ابن غيلان: أخبرنا أبو بكر الشافعي: حدثنا محمد بن بشر بن مطر: حدثنا شيبان: حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس:
سمعت العباس يقول: الذي أمر بذبحه إبراهيم: هو إسحاق (1).
وقال الواقدي، عن ابن أبي سبرة، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أسلم العباس بمكة، قبل بدر، وأسلمت أم الفضل معه حينئذ، وكان مقامه بمكة. إنه كان لا يغبى (2) على رسول الله صلى الله عليه وسلم

(١) مبارك بن فضالة، مدلس، وقد عنعن، فالخبر لا يصح، والقول بأن الذبيح هو، إسحاق، مذهب مؤوف مرغوب عنه، متلقى عن أحبار أهل الكتاب أو صحفهم من غير حجة، والصواب عند علما الصحابة والتابعين ومن بعدهم، أنه إسماعيل. بل الظاهر من القرآن - كما يقول الحافظ ابن كثير في " بدايته " 1 / 158، 159 - بل كأنه نص على أن الذبيح هو إسماعيل، لأنه ذكر قصة الذبيح، ثم قال بعده: (وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين) ومن جعله حالا، فقد تكلف، ومستنده أنه إسحاق إنما هو إسرائيليات. وكتابهم فيه تحريف، ولا سيما هاهنا قطعا لا محيد عنه، فإن عندهم أن الله أمر أن يذبح ابنه وحيده، وفي نسخة من المعربة: " بكره إسحاق " فلفظة: " إسحاق " هاهنا مقحمة مكذوبة مفتراة، لأنه ليس هو الوحيد، ولا البكر، ذاك إسماعيل، وإنما حملهم على هذا حسد العرب الذين يسكنون الحجاز الذين منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإسحاق والد يعقوب وهو إسرائيل الذي ينتسبون إليه، فأرادوا أن يجروا هذا الشرف إليهم، فحرفوا كلام الله، وزادوا فيه، وهم قوم بهت، ولم يقروا بأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. وانظر " زاد المعاد " 1 / 71، 75، بتحقيقنا، فقد توسع ابن القيم في هذا الموضوع، ووفاه حقه.
(2) أي: لا يخفى: يقال غبي الشئ عن فلان وعليه ومنه غبا وغباوة إذا خفي الشئ عليه فلم يعرفه، قال الشاعر: في بلدة يغبى بها الخريت أي: يخفى وفي حديث الصوم " فإن غبي عليكم " أي: خفي، ورواه بعضهم " غبي " بالتشديد.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»