سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٩٥
قال: العباس خير هذه الأمة، وارث النبي صلى الله عليه وسلم وعمه (1).
سمعه منه يحيى بن أبي طالب. وهو قول منكر.
قال الضحاك بن عثمان الجزامي: كان يكون للعباس الحاجة إلى غلمانه وهم بالغابة، فيقف على سلع، وذلك في آخر الليل، فيناديهم فيسمعهم. والغابة نحو من تسعة أميال.
قلت: كان تام الشكل، جهوري الصوت جدا، وهو الذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يهتف يوم حنين: يا أصحاب الشجرة (2).
قال القاضي أبو محمد بن زبر: حدثنا إسماعيل القاضي، أخبرنا نصر ابن علي: أخبرنا الأصمعي، قال: كان للعباس راع يرعى له على مسيرة ثلاثة أميال، فإذا أراد منه شيئا صاح به، فأسمعه حاجته.
ليث: حدثني مجاهد، عن علي بن عبد الله، قال: أعتق العباس عند موته سبعين مملوكا (3).
علي بن زيد، عن الحسن، قال: وبقي في بيت المال بقية، فقال العباس لعمر وللناس: أرأيتم لو كان فيكم عم موسى، أكنتم تكرمونه

(1) أخرجه الحاكم 3 / 333، و عبد الوهاب بن عطاء ضعفه أحمد والنسائي، وغيرهما، ووثقه آخرون، ثم هو مرسل، وفي " ميزان " المؤلف نقلا عن صالح جزرة: أنكروا عليه حديث ثور في فضل العباس، وما أنكروا عليه غيره، وكان ابن معين يقول: هذا موضوع. فلعل الخفاف دلسه، فإنه بلفظة.. عن " ثم ذكر الحديث، وهو في سنن الترمذي (3762) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري عن عبد الوهاب، عن ثور، عن مكحول، عن حذيفة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... وفيه: " اللهم اغفر للعباس وولده مغفره ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا، اللهم احفظه في ولده ".
(2) انظر " طبقات ابن سعد " 4 / 18، 19 والصفحة 88 تعليق (1) من هذا الكتاب.
(3) " طبقات ابن سعد " 4 / 30.
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»