سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ١٩٣
ناسا منها. نزل أهل العوالي، فدفنت بالبقيع (1).
إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، قال: قالت عائشة - وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها، فقالت: إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا، ادفنوني مع أزواجه. فدفنت بالبقيع رضي الله عنها (2).
قلت: تعني بالحدث (3): مسيرها يوم الجمل، فإنها ندمت ندامة كلية، وتابت من ذلك: على أنها ما فعلت ذلك إلا متأولة قاصدة للخير، كما اجتهد طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وجماعة من الكبار، رضي الله عن الجميع.
روى إسماعيل بن علية، عن أبي سفيان بن العلاء المازني، عن ابن أبي عتيق، قال: قالت عائشة: إذا مر ابن عمر، فأرونيه. فلما مر بها، قيل لها: هذا ابن عمر. فقالت: يا أبا عبد الرحمن، ما منعك أن تنهاني عن مسيري؟ قال: رأيت رجلا قد غلب عليك - يعني ابن الزبير (4).
وقد قيل: إنها مدفونة بغربي جامع دمشق. وهذا غلط فاحش، لم تقدم - رضي الله - عنها إلى دمشق أصلا، وإنما هي مدفونة بالبقيع.
ومدة عمرها: ثلاث وستون سنة وأشهر.
ذكر شئ من عالي حديثها:
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الأبرقوهي غير مرة: أخبرنا محمد

(1) طبقات ابن سعد 8 / 76، 77، و " المستدرك " 4 / 6.
(2) طبقات ابن سعد 8 / 74، وصححه الحاكم 4 / 6، ووافقه الذهبي.
(3) تحرفت في المطبوع إلى " الحديث ".
(4) ذكره الزيلعي في " نصب الراية " 4 / 70، ونسبه لابن عبد البر في " الاستيعاب ".
سير 2 / 13
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»