سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ١٩٥
فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن شئت نبيا عبدا، وإن شئت نبيا ملكا؟ فنظرت إلى جبريل، فأشار إلي: أن ضع نفسك. فقلت:
نبيا عبدا ". فكان صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لا يأكل متكئا، يقول: " آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد " (1).
هذا حديث حسن غريب، ولا يمكن أن يقع لنا حديث أم المؤمنين أقرب إسنادا من هذا.
قرأت على ابن عساكر، عن أبي روح: أخبرنا تميم: حدثنا أبو سعد:
أخبرنا ابن حمدان: أخبرنا أبو يعلى: حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم، عن علي بن هاشم، عن هشام بن عروة، عن بكر بن وائل، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط، ولا ضرب خادما له قط، ولا ضرب بيده شيئا، إلا أن يجاهد في سبيل الله. وما نيل منه شئ فانتقمه من صاحبه، إلا أن تنتهك محارم الله، فينتقم (2).

(١) إسناده ضعيف لضعف أبي معشر، واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي، وأخرجه ابن سعد في " الطبقات " ١ / ٣٨١ من طريق هاشم بن القاسم، عن أبي معشر، عن أبي سعيد المقبري، عن عائشة. والمؤلف رحمه الله، حسنه بشواهده التي أوردها الهيثمي في " المجمع " ٩ / ١٩، ٢٠ وغيره.
(٢) إسناده صحيح، وأخرجه مسلم (٢٣٢٨) في الفضائل: باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام...
وأحمد 6 / 32، و 281 من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة... وأخرج مالك والبخاري 6 / 419 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم (2327) من طريق الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما، كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله عز وجل.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»