الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ١٠٦
بحلب سنة 509، وما بينه وبين المدرسة الشرفية إلا نحو 500 متر، والميهني هذا مترجم في " الدرر " 2: 410، و " إعلام النبلاء " 5: 95.
6 " - وكان الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن جابر الأندلسي الضرير المتوفى سنة 780 قد نزل حلب أواخر عام 843 واستقر بها إلى أواخر حياته، فأخذ عنه البرهان علم النحو والبديع. وترجم الأستاذ الطباخ لابن جابر هذا نقلا عن ابن الحنبلي، ومما قاله فيه: " كان أمة في النحو ".
ومن شيوخه بدمشق:
7 " - صدر الدين أبو الربيع سليمان بن يوسف بن مفلح الياسوفي (739 - 789)، عن خمسين سنة رحمه الله. ترجمه الحافظ في " الدرر " 2: 166، ونقل فيها كلام البرهان نفسه فيه - ولعله من " ثبته " الذي تقدم ذكره - فقال: " قرأت بخط الشيخ برهان الدين المحدث الحلبي: أن الشيخ صدر الدين حفظ " التنبيه " وهو صغير، و " مختصر ابن الحاجب " ومهر في المذهب - الشافعي - وأقبل على الحديث فأكثر، وتخرج بابن رافع وابن كثير وغيرهما، وسمع الكثير، وكان دينا كثير العلم والعمل والإحسان إلى الطلبة والواردين، وخرج عدة تخاريج، وجمع عدة كتب، وقال - البرهان -: إنه كان يحفظ من " المختصر " كل يوم مائتي سطر، ورحل في الحديث إلى حلب وحمص والقاهرة وغيرها ".
وقال ابن قاضي شهبة 3: 209: " ذكر له الحافظ برهان الدين سبط ابن العجمي ترجمة طويلة، وبالغ في الثناء عليه وقال: كان من محاسن الدهر، لم تر عيناي في بابه مثله ".
وذكر الحافظ في " الدرر الكامنة " 3: 305 في ترجمة الصلاح ابن أبي عمر المقدسي أن الياسوفي عمل له " مشيخة "، وحدث بها، وآخر من سمعها منه البرهان سبط ابن العجمي ".
قلت: وكان الياسوفي في مبدأ طلبه غير متزن، فأورثه ذلك عدم اتزان في آخر أمره. حكى عنه الحافظ أول ترجمته أنه كان يقول: " كنت إذا سمعت شخصا يقول: أخطأ النووي: اعتقد أنه كفر!! ".
ثم نقل عن ابن حجي قوله فيه: " كان في أواخر أمره قد أحب مذهب الظاهر، وسلك طريق الاجتهاد، وصار يصرح بتخطئة جماعة من أكابر الفقهاء ". وانظر ترجمته هناك، وفي " لحظ الألحاظ " ص 173، و " طبقات الشافعية " لابن قاضي شهبة 3: 207.
وأخذ السبط العلم - ولا سيما الحديث الشريف - في القاهرة عن كثيرين أيضا، يقرب عددهم من الأربعين (1)، وأجلهم أربعة، وهم المذكورون في قول البرهان الذي حكاه عنه تقي الدين ابن فهد في " لحظ الألحاظ " ص 201.
قال: " قال شيخنا الحافظ برهان الدين سبط ابن العجمي: حفاظ مصر أربعة أشخاص، وهم من مشايخي: البلقيني وهو أحفظهم لأحاديث الأحكام، والعراقي وهو أعلمهم بالصنعة، والهيثمي وهو أحفظهم للأحاديث من حيث هي، وابن الملقن وهو أكثرهم فوائد في الكتابة على الحديث ".
وكأن هذا الكلام من " ثبت " البرهان، الذي تقدمت الإشارة إليه ص 104.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست