قال الحافظ أبو بكر الخطيب (1): قصد صالح امتحان محمد ابن يحيى في هذا الحديث، لينظر أيقبل التلقين أم لا، فوجده ضابطا لروايته، حافظا لأحاديثه، محترزا من الوهم بصيرا بالعلم.
وقال الحاكم أبو عبد الله: سمعت أبا عمرو بن أبي جعفر يقول: سمعت أبا قريش الحافظ يقول: كنت عند أبي زرعة الرازي، فجاء مسلم بن الحجاج فسلم عليه، وجلس ساعة، وتذاكرا، فلما أن قام، قلت له: هذا جمع أربعة آلاف حديث في (الصحيح) فقال أبو زرعة: فلم ترك الباقي. ثم قال: ليس لهذا عقل، لو داري محمد بن يحيى لصار رجلا.
وقال أيضا: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق القارئ، قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى، قال: سمعت أبي يقول: إذا روى عن المحدث رجلان ارتفع عنه اسم الجهالة.
وقال أيضا (2): سمعت أبا على محمد بن أحمد بن زيد المعدل يقول: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد بن يحيى يقول:
دخلت على أبي في الصيف الصائف وقت القائلة وهو في بيت كتبه وبين يديه السراج، وهو يصنف، فقلت: يا أبة، هذا وقت الصلاة (3)، ودخان هذا السراج بالنهار، فلو نفست عن نفسك.